مهند الحسني:
على الرغم من تأهلنا للنهائيات الآسيوية بكرة السلة للشباب تحت 18 سنة وهذا التأهل أفرحنا لأن اللعب مع كبار القارة يعد شيئاً جميلاً غير أن أداء المنتخب ترك الكثير من إشارات الاستفهام بعد مستواه المتفاوت من مباراة لأخرى، وبدا واضحاً أن هناك أخطاء فنية وإدارية وتنظيمية خلال فترة تحضير المنتخب التي لم تكن موازية لحجم بطولة تضم منتخبات قوية.
فترة كافية
مضى على تواجد رئيس الاتحاد السلة الحالي في مهام إعداد المنتخبات الوطنية قرابة العامين وهي مدة كافية ووافية لبيان مدى نجاحه في إدارة ملف بات العمل فيه ضرورة ملحة لأن عصارة عمل أي اتحاد هو منتخباته الوطنية.
إخفاق جديد
من جديد يخفق اتحاد كرة السلة في تعاطيه مع واقع منتخباته الوطنية انطلاقا من نواياه الطيبة والهاشدفة في الحفاظ على الرمق الأخير مما تبقى من كرة السلة كانت في يوم مضى واجهة ألعابنا الجماعية، ويبدو أن بعض المنظرين الذين كتب لهم الفشل في كل ملف أسند إليهم، وثبت بالدليل القاطع بأنهم لا يجيدون إلا العزف على أوتار ربابة التنظير والكلام المعسول، فهبت ريحهم أمام الكبوات المتتالية للمنتخبات الوطنية في المرحلة السابقة، والتي عكست بشكل صادق الواقع العام لرياضتنا .
امتحان جديد
التأهل للنهائيات الآسيوية وضع القائمين على أمور منتخباتنا أمام مسؤولية جديدة لبيان مدى قدرتهم على توفير المناخات التحضيرية الملائمة من معسكرات خارجية ومباريات قوية التي من شأنها أن تنعكس إيجاباً على مستوى المنتخب الذي سيواجه منتخبات عريقة وقوية وتضم لاعبين من مستوى عال واللعب أمامها يحتاج إلى تركيز عال واللعب بجدية، لكن مباريات بطولة غرب آسيا أكدت أن أداء غالبية لاعبي منتخبنا الوطني لم يكن ملب للطموح ولا يتناسب مع قوة وحجم بطولة قارية، والمدة التي تفصلنا على النهائيات تبدو قصيرة لذلك لابد من الإسراع في تحضير المنتخب وتأمين أكبر عدد ممكن من اللقاءات الودية القوية لأن اللعب بين كبار القارة ليس سهلاً وتسجيل حضور طيب بات مطلباً ملحاً لدى جميع عشاق السلة السورية وغير ذلك ستكون سلتنا مع موعد جديد مع انتكاسة جديدة.
جردة حساب
التقى منتخبنا في اللقاء الافتتاحي منتخب العراق وخسر بنتيجة غير متوقعة بفارق تسع نقاط وبواقع 66-57، وليتلقي في لقائه الثاني منتخب اللبناني في مباراة صعبة لم يتمكن منتخبنا فيها من مجاراة نظيره اللبناني وخرج خاسراً بفارق أربع وعشرين نقطة 94-70، ليختتم منتخبنا لقاءاته في الدور الأول بفوز مستحق على منتخب فلسطين 87-55، ويضمن تأهله للدور الثاني حيث واجه منتخب العراق مجدداً وفاز عليه بفارق 12 نقطة 71-59.
أصحاب الإنجاز
لأول مرة في تاريخ منتخباتنا الوطنية قاد هذا المنتخب المدرب الإسباني نيكولاس فيرنا ويساعده الوطنيان جوني ليوس، يوسف أزغن، ومدير المنتخب عضو اتحاد السلة مصباح فاخوري ومثل المنتخب( محمود خان طوماني، جورج قسطنطين، أحمد فاتح سرميني، يزن عبود، أنس الحاج، غسان بهلول، جاد الدسوقي، عبد العزيز الدبدوب، محمد عيد، عيسى موسى، ميشيل عيسى، زين المصارع.
خلاصة
لنعترف بداية أن منتخبات السلة بشكل عام لا تعيش حالة مثالية و بصراحة سلتنا الوطنية ليست في أحلى أيامها، لا بل هي تمر في أسوء مراحلها، و لكنها حظيت ببعض المخلصين ممن بذلوا جهدهم بما توفر اليهم من وسائل و إمكانيات محدودة في الفترات السابقة، فبدت عملية الحفاظ على ما تبقى من أشلاء السلة السورية أشبه باستخراج الماء بعصر الصخر،
لنقف وقفة صادقة مع واقعنا السلوي الكئيب، وعلينا أن نعترف بأن سلتنا تلفظ أنفاسها الأخيرة، وهي بحاجة ليد حانية تمسح آلامها بدلا من الاستمرار ببيع الوهم والإصرار على الهروب وتحميل الاخرين ومنهم الجمهور مسؤولية نكسات سلتنا للأسف.