كرة السلة لعبة الثواني المفرحة القاتلة، ومن ريف حماة الخزان البشري لمواهب تألقت وابتعدت لأندية أخرى نتيجة لظروف ومعاناة مادية، استطلاع موسع في الأندية الريفية وحديث عن كرة السلة.
المعاناة والتطلعات
الخبرة السلوية ورئيس نادي السلمية الرياضي الحكم صفوان سيفو تحدث بداية عن المعاناة في كرة السلة في مدن وأرياف محافظة حماة قائلاً:
تكمن المعاناة والصعوبات في أغلب الفرق في المدن والأرياف لعدم وجود بنى تحتية ومن أهمها عدم وجود أماكن للتدريب وعدم وجود صالات مغلقة وهو مطلب ملح فالتدريب يكون في باحات مراكز الأندية والمدارس، والسفر لمدينة حماة وخوض مباريات الدوري وهذا ما نعانيه في نادي سلمية بريف حماة وفريقنا ينافس في أندية الدرجة الثانية بدوري السيدات ما أدى إلى هجرة عدد كبير من اللاعبات إلى أندية العاصمة وهن مركز ثقل في أنديتهم إضافة إلى عدة أسباب أخرى منها الاستقرار المالي المفقود وعدم وجود استثمارات ومستثمرين في الأندية، وهذا الموسم بدأنا بحكم أنني رئيس نادي سلمية بإعطاء اللاعبين واللاعبات رواتب بسيطة للحفاظ عليهم وتحفيزهم على المنافسة، ونتمنى من المكتب التنفيذي تسليط اهتمامه على الأندية الريفية لأنها خزان بشري مهم للمواهب وعندما يجد اللاعب الاهتمام من حوافز ومعسكرات يتطور ويعطي أكثر، وفي نادي سلمية نعمل ورغم كل الصعوبات وكأننا ننحت في الصخر.
وعن أسباب هجرة كوادر كرة السلة مدربين ولاعبين قال المدرب بشار فاضل وهو ابن نادي سلمية ودرب عدة أندية محلية: من أهم أسباب التراجع الدمار الذي لحق بالصالة الرياضية بسلمية وعدم وجود بديل للصالة في مدينة السلمية ما أدى إلى توقف التمارين في فصل الشتاء
والحالة المادية الضعيفة للنادي ومع كل الظروف تمكنا من الحفاظ على فريق كرة السلة للسيدات حتى 2016 ليكون منافساً دائماً بالدوري السوري
حيث تمكنا من الحلول بالمركز الثالث مرتين والمركز الرابع مرة وذلك بسبب تعاون كبير بين اللاعبات والكوادر الفنية مع العلم أن الفريق والكوادر لا تتقاضى أي دخل أو رواتب ، وقام النادي بتخريج لاعبات على مستوى عال ورفدوا المنتخب الوطني ، وبعد إعادة تفعيل قانون الاحتراف بكرة السله لم يقف النادي بوجه اللاعبات وقام بإعارة اهم اللاعبات إضافة إلى توقف الكوتش صفوان سيفو عن التدريب بعد منعه بسبب التزامه بالتحكيم إضافة إلى خروجي بعقد احتراف إلى نادي الساحل ما أدى لفراغ بالكوادر الفنية واللاعبات، وبعد استقرار الوضع المادي بالنادي والذي ابتدأ مع الإدارة السابقة واستمر بقوة مع الإدارة الحالية برئاسة سيفو وذلك من خلال الاستفادة من إعارة اللاعبات تمت إعادة هيكلة القواعد والعودة إلى المنافسات.
نملك فريقاً تحت الـ19 و الـ 16 منافساً
إضافة لفريق سيدات نشارك بالدرجة الثانية باللاعبات الصغيرات إضافة إلى عناصر الخبرة متمثلين بالكابتن ريم الحاج و غنوة البطيحي إضافة إلى كادر خبير متمثل بالكابتن هايل عابدين و عزام ناصر و جميل نمنوم ومع الدعم المطلق من الإدارة اتوقع ألا تعود سلة سلمية للتألق إلا في حال إعادة تأهيل صالة سلمية التي ستؤثر إيجاباً على جميع ألعاب النادي.
ونتيجة الصعوبات المادية أوقفت بعض الأندية الريفية نشاط كرة السلة بها ومنها نادي كفربهم.
وفي حديثه معنا أشار المهندس جورج محفوض ببشرى هي عودة النشاط السلوي للنادي وتحدث إلينا قائلاً:
إدارة نادي كفربهم الرياضي تشكلت منذ شهرين تقريباً وتم وضع خطة عمل خاصة بكرة السلة للسيدات يتم من خلالها الاهتمام بالفئات العمرية (صغيرات – شبلات – ناشئات) وتأمين كل ما يلزم لإعادة انطلاق اللعبة في النادي.
وأضاف:تم تشكيل لجنة إشراف على كرة السلة مؤلفة من كوادر اللعبة في النادي ويوجد حالياً في النادي فريق U16 وسنشارك بالدوري الخاص بهذه الفئة لهذا العام ليكون نواة لفريق سيدات النادي في المستقبل القريب.
الصعوبات التي تعترض اللعبة
وقال عن الصعوبات: نقص الكادر الفني والتدريبي في الأندية وضعف أو انعدام الاستثمارات في الأندية وبالتالي عدم وجود المال اللازم لدعم كل مفاصل اللعبة ( لاعبات – كادر فني – إداريين – نقل – … الخ) وخاصة في ظل غياب دعم الأندية من خلال اتحاد اللعبة.
وفي ختام استطلاعنا توقفنا بمدينة محردة وكلنا نذكر البطلة واللاعبة غادة شعاع التي انطلقت من هذا النادي كلاعبة كرة سلة قبل أن تنتقل لألعاب القوى ونذكر نجمي المنتخب جميل صدير ووسام يعقوب.
وفي هذا النادي الريفي كان لمدير الفريق السيد هاني عزوز وعضو الإدارة وكابتن الفريق رنيم زحلوق حديث كان في تفاؤل رغم الصعوبات حيث قالا:
من وجهة نظر فنية لا يوجد تراجع في سلة محردة بل على العكس لدينا فريق سيدات بمصافي أندية الدرجة الأولى
وشاركنا بالفئات العمرية ذكور وإناث …وفريق النادي للرجال فنياً أفضل من سابق ويملك عدة لاعبين جيدين.
أما الصعوبات فهي بمجملها مالية اضافة لمشكلة تأمين المحروقات وتأمين تجهيزات اللاعبين وخاصة الأندية لا تملك استثمارات الا بمبلغ بسيط جداً لا يعادل مقدم عقد لاعبة منتخب في أي نادٍ من نوادي المدينة,إضافة لموضوع الدراسة وطلاب وطالبات الجامعات والتنسيق بين الدوام والدراسة والرياضة .