تأجل الحسم في تحديد هوية الفريقين المتأهلين إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم إلى يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين عندما تقام مباراتي إياب الدور نصف النهائي حيث يلتقي الثلاثاء
ليفربول وتشيلسي الإنكليزيين على ملعب (الأنفيلد) فيما يلتقي الأربعاء في (سان سيرو) آ.سي.ميلان الإيطالي مع مانشستر يونايتد الإنكليزي.
مانشستر يونايتد – ميلان 3/2
ربما يكون مانشستر يونايتد هو أكثر الفرق إمتاعاً, وكان هو الفريق الوحيد الذي عودنا على تقديم مباريات جميلة في هذا الموسم, وربما كان وجود لاعبين أمثال روني و كريستيانو رونالدو وغيغز في هذه الحالة المرتفعة هو ما أدى إلى أن معظم ترشيحات الجماهير انصبت في مصلحة الشياطين الحمر.ولكن ماحدث في شوط المباراة الأول من اللقاء أثبت أن من يتحكم في إيقاع المباراة أمام مانشستر ينجح في ترويض لاعبيه ويظهرهم بشكل فردي وغير فعال.نجح فريق ميلان في التحكم في إيقاع الشوط الأول, فاستحق هدفيه, وفشل في الحفاظ على إيقاعه في شوط المباراة الثاني, فعوقب بثلاثة أهداف إنكليزية ليتأجل حسم بطاقة التأهل إلى لقاء العودة في ميلانو.بدأ الاسكتلندي القدير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر المباراة بتغيير وحيد عما اعتاد عليه جمهور الفريق الإنكليزي, فأشرك مواطنه دارين فليتشر في وسط الملعب بدلاً من الدفع بمهاجم ثان بجوار روني ليكون رقيباً على تحركات الهولندي السريع كلارنس سيدورف لاعب وسط ميلان.وفي المقابل أشرك كارلو أنشيلوتي المدير الفني لميلان تشكيلته المعتادة مع الاختلاف على مستوى الواجبات, فكلف أندريا بيرلو بلعب دور الارتكاز الصريح مانحاً ماسيمو أمبروسيني دور الرقيب على من يزيد من بول سكولز أو مايكل كاريك, وهو ما فشل فيه الإيطالي بسبب تعليمات فيرغسون لفليتشر بالتحرك إلى العمق لينجح في خلق الكثافة العددية وهو ما أربك أمبروسيني وأبعده عن سكولز.وأعطى فيرغسون تعليماته لجون أوشيه بمراقبة كاكا, وهو ما فشل فيه اللاعب الإيرلندي بفضل تحركات النجم البرازيلي المتنوعة, كما طالب فيرغسون رونالدو بالتحرك على الجانب الأيسر طمعاً في استغلال المساحة التي دائماً ما تتواجد بين نيستا و أودو مدافعي ميلان.وفي المقابل طالب أنشيلوتي جناح فريقه الأيمن أودو بعدم التقدم حتى لا يترك مساحات أمام رونالدو, كما طالب نيستا بالتقدم ليقلل من المساحة التي تنشأ بين الاثنين خاصة أن الأخير دائماً ما يكلف بدور الليبرو, وهو ما يعني تأخره الدائم خلف خط دفاع فريقه, وبالتالي فقد كلف أنشيلوتي قائد فريقه مالديني بأداء دور الليبرو حتى خرج مصاباً ليصاب مخطط أنشيلوتي بالخلل, فكان ذلك سبباً في قبول فريقه هدفين من أصل الثلاثية المنشستراوية.
لا يعتبر فوز مانشستر عامل حسم, كما أن إحراز ميلان لهدفين لا يعتبر سبباً للتفاؤل, فلاعبو يونايتد لا يمكن معهم التوقع بنتيجة مباراة, كما أن خبرة ميلان في مباريات الكؤوس تؤهله لأن يكون الطرف الأقدر على التعامل مع معطيات مباراة الإياب خاصة لو تمكن مالديني وغاتوسو من اللحاق بلقاء العودة, كما سيكون لسان سيرو دوراً فعالاً إذ أنه لن يتيح للاعبي مانشستر أن يفتحوا اللعب على مصراعيه مثل أولد ترافورد لضيق مساحته, كما أن جمهور ميلان قادر على تعويض غياب مديرهم الفني (ذهنياً)عن المباراة.
تشيلسي – ليفربول 1/0
لقن البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي درساً للإسباني رافاييل بينيتز مدرب ليفربول في فنون التدريب, ليرد على الدرس الذي تلقاه من الإسباني في لقاء الفريقين ببطولة الدوري الإنكليزي.بدأ بينيتز المباراة بتشكيلة مباريات الكؤوس الخاص بليفربول, فاستخدم لاعب ارتكاز إضافي ليكون مدافعاً من وسط الملعب وهو الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو, ومن أمامه لعب كلاً من كزافي ألونسو وجيرارد حتى تتم السيطرة على تحركات كلاً من لامبارد و شيفتشينكو, كما أشرك زندن الأعسر حتى يضغط بمساندة النرويجي ريسا مدافع الفريق الأيسر على أضعف نقاط تشيلسي منذ بداية الموسم وهو الجانب الأيمن.في المقابل, وضح من تشكيلة مورينيو أنه توقع أسلوب لعب بينيتز فكانت تكليفاته للاعبيه هي الأكثر إيجابية, وقام بتوجيه دروغبا إلى الجانب الأيمن لتشيلسي للضغط على ريسا مكتفياً بتواجد شيفتشينكو في العمق الهجومي, كما أن النيجيري ميكيل لم يكن له دور سوى التغطية على البرتغالي فيريرا الذي نجح تركيزه الشديد في هذا اللقاء, وهو ما قتل لعبة بينيتز بوجود زندن على هذا الجانب.أخطأ بينيتز عندما دفع بماسكيرانو على حساب سيسوكو الذي كان يلعب دور مدافع خط الوسط في اللقاءات السابقة, وأسند هذا الدور إلى كزافي, وأسند الدور الذي كان يقدمه كزافي كلاعب ارتكاز متقدم إلى ماسكيرانو, وأوكل لجيرارد دور لاعب الجناح الأيمن ليوقف تقدم أشلي كول, وكانت النتيجة هي عدم الاستفادة من قدرات ألونسو في بداية الهجمات, كما تميزت هجمات ليفربول بالبطء الشديد بسبب عدم تأقلم ماسكيرانو مع متطلبات هذا الدور.وعندما فطن بينيتز إلى الخطأ الذي وقع فيه عدل وضع خط وسطه بالتبديل بين ماسكيرانو وألونسو ليتحسن أداء العمق, ولكن مورينيو الذي كان في أفضل حالاته أعاد دروغبا للعمق حتى يضغط على ماسكيرانو ليفسد تحركات بينيتز, كما وجه شيفتشينكو إلى الجانب الأيمن لإيقاف ريسا حتى تكون مهمة فيريرا أسهل في مواجهة زندن.بعد هدف جو كول النموذجي, حاول بينيتز أن يستعيد اللقاء ولكنه افتقد للاعب الذي يمكنه توصيل الفريق بأقل عدد من التمريرات, فمقعد بدلاء الحمر لا يحتوي على أي صانع لعب حقيقي, وهو ما أجبر بينيتز على الاستسلام في ظل تألق لاعبي وسط تشيلسي.ميكيل كان رائعاً عندما لعب تحت قيادة مكاليلي, لكنه افتقد الرغبة في المخاطرة والتقدم للهجوم بكثرة كما يفعل إيسين, فكانت سلبيته سبباً في عدم ظهور شيفتشينكو بالشكل اللائق, حيث تحمل اللاعب الأوكراني عبء أكثر من مركز وهو ما أبعده عن المنطقة التي يتنفس فيها مهاجم ميلان السابق, وكان لعدم تقدم ميكيل دوراً في انخفاض معدل لياقة تشيلسي لمدة عشر دقائق امتلك فيها ليفربول زمام المباراة ولكن دون فاعلية كبيرة على مرمى العملاق التشيكي بيتر تشك.وجاءت تغييرات مورينيو ممتازة فكراً وتوقيتاً, بينما اتسمت تغييرات بينيتز بالمكابرة عندما احتاج للضغط فأخرج من يمتلك القدرة على التمريرات الطولية وهو ألونسو وترك ماسكيرانو برغم بطء إيقاع الأخير. لو لعب دروغبا بنفس الحماس والقوة التي ظهر عليها في لقاء الذهاب فأمل ليفربول سيقل كثيراً إذ أن (الليفر) لا يملكون مدافعاً قادراً على التعامل مع (الفيل) العاجي الذي نجح في صنع هدف بمجهود بدني أوضح الفارق بينه وبين مدافع ليفربول دانييل أغير.ولو أراد بينيتز الفوز فعليه أن يجد من يمرر الكرات من خلف مكاليلي دون أن يقتنصها نجم المنتخب الفرنسي الأسمر, وربما كان الحل في إشراك الأسترالي العائد من الإصابة هاري كيول.
هراير جوانيان