هل تخرج الرياضة بأنواعها المختلفة، وكرة القدم على وجه الخصوص، عن مفهوم الفن بما ينطوي عليه من سحر ومتعة في أحد أبرز وجوه الإبداع الإنساني في حقوله المتنوعة؟!
ألا تحمل متابعة مباراة كروية، يقدم فيها اللاعبون فنونهم ومهاراتهم، كما لو أنك تتابع شيئاً من الموسيقا أو الرقص الإيقاعي، وهو رياضة أيضاً، حين يأخذ الجسد اللوحة التي يرسمها إلى انتزاع الآهات من المشاهدين، على المدرجات وأمام الشاشات، على إيقاع الحركة الجمالية التي تصدر عنه فتشتعل الإثارة؟!
هل يمكن لعشاق الكرة أن يتجنبوا أثر إبداعات هذا الفنان الكروي أو ذاك وهو يقدم لوحات تحفر آثارها عميقاً في وجدان وذائقة المتلقي الذي ينبض إيقاعه على ضروب من الفن مختلفة اللون والطعم؟!
ألا يتغنى عشاق الكرة، كباراً وصغاراً، في كل زمان ومكان، بالعديد من الأسماء المتوهجة التي تركت بصمات خالدة في ملاعب الكرة وميادينها الكثيرة؟!
نعم قد تختلف الأهواء وتتجه لهذا الفريق أو ذاك، وهذا اللاعب أو ذاك، لكن بالتأكيد لا يمكن أن يسرق هوى القلوب إلا اللعب الجميل القادر على الخلق والابتكار وانتزاع صرخات الإعجاب، سواء كانت ممن يشجعه أم لا، خاصة عندما يكون تركيزك منصباً على جماليات اللعبة ومهارات النجوم التي تتحول فوق المستطيل الأخضر لمقاطع من الموسيقا أو الشعر الجميل، ولا يعني ذلك أن نطالب عشاق الكرة أن يتخلوا عن مشاعرهم خلال متابعة الفرق التي يشجعونها، لكن البحث عن الفن والجمال هو ما يجب البحث عنه والمطالبة به، وهو ما يجعل المشاهدة نوعاً من المتعة الروحية ، فكم من مدريدي، على سبيل المثال، ومن وحي كلاسيكو الأرض، لا يستطيع أن يجادل كثيراً في إبداع ذلك النجم اللامع في سماء الكرة، وأعني ميسي، بالرغم مما صنع الحداد بين الفريقين وعشاقهما في إسبانيا وخارجها، وقد تكون المفارقة أن ما يحدث خارجها أحياناً يكون مثيراً للعجب أكثر؟!
نجوم الكرة من كل مكان تحول بعضهم لأيقونات لأنهم كانوا مبدعين وقدموا لوحات من الفنون الكروية الخالدة… وهذا الإبداع هو ما نطمح إليه عندما نشاهد مباراة باحثين عن المتعة والسحر…؟!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com