يحلو للعقل احياناً ان ينادم الخيال متأملاً حالنا وواقعنا الرياضي الذي وصلنا اليه بفضل عقولنا المتفتحة وحسن تنظيمنا ورؤيتنا المستقبلية,
امام هذا الواقع الصعب الذي لا يبشر بالامال المعهودة ولا بتحقيق الاحلام والاماني العراض, بدأ ينتاب المرء منا احساس بالمسؤولية حول اصلاح هذا الواقع مع الخيال ولم نعد نفرق بين الحلم والحقيقة, فوجدنا من هذه الاحلام ضالتنا واعتبرنا ملاذنا هرباً من البيداء القاحلة التي نمت بتربتها بذار رياضتنا فتبرعمت هذه البذار وتفتقت واعطت اشواكاً ونباتات ضارة من الصعب غض النظر عنها لانها حتماً ستؤذي من يقترب منها.
وجاءت احلامنا هذه بعد جملة من الانتكاسات والنتائج المخيبة للآمال وكانت بمثابة البديل المناسب لواقعنا الرياضي المأزوم وقد فعلت فعلتها بنا بعد ان استحوذت علينا واخذت صداها الحقيقي عند كل محب للرياضة لذلك وجدنا انفسنا نتألق فيها. فطغت علينا واوصلتنا الى احلامنا السعيدة, ونتيجة لهذه الشطحات غفونا قليلاً وغرقنا باحلامنا الوردية اللذيذة فتراءى لنا بان هناك تباشير جديدة تلوح بالافق لرياضتنا يقودها اشخاص خصهم المولى بالحركة الدؤوبة والفكر التنويري والرؤية المستقبلية فبدأوا عملهم بخطوات نحو الافضل فتضافرت جهودهم وبذلوا من الجهد الكثير وجروا ونالوا بعد ان خططوا بشكل سليم بفضل خبرتهم ونفذوا على ارض الواقع فظهرت نتائج اعمالهم سليمة تخلو من الهنات.
هذا العمل الصحيح والمثمر انعكس ايجاباً على واقعنا الرياضي فجاءت قراراتنا الرياضية صحيحة واتصفت بالصوابية وابتعدت عن الارتجالية والعشوائية بعدما نفذت واخذت صداها الفعلي على ضوء هذه المقومات الجديدة لرياضتنا انتعشت منشآتنا فوجدناها بابهى صورة لها والدخول اليها كان اشبه بريشة فنان لا تحيد ابداً فلم نجد متعهد جشع يتحكم بجماهيرنا ولاعصبية ومزاجية المعنيين حيث وجدنا بعض من هؤلاء الاشخاص واقفين وعلى وجههم ابتسامة غامرة يربتون على ظهور الداخلين بطريقة لا تخلومن الادب والحشمة بعد ذلك راح جمهور الفريقين يطلقون هتافاتهم التشجيعية للفريقين مع تصفيق حار بعيداً عن المعاني الخادشة للحياء والخارجة عن جوهر واداب الرياضة.
بعد اعلان النهاية صفق الجمهوران للفريقين اللذين تعانقا فيما بعضهما بكل معاني الروح الرياضية وخرج الجمهور كما دخل بكل احترام وتقدير, ثم راح هؤلاء الاشخاص الذين اشرفوا على امور رياضتنا الى صب جل اهتمامهم بامور انديتنا فعملوا في البداية الى ايجاد موارد مالية اتصفت بالاستمرارية بعيداً عن عقلية رؤوس الاموال المزاجية التي كانت تتحكم بانديتنا ثم عملوا اضافة الى ذلك على بناء صالات تدريبية وملاعب مكشوفة خاصة بكل نادي مجهزة باحدث الاجهزة, وراحوا يرأبون الصدع الذي احدثه سوء تخطيطنا لانديتنا في الماضي واضعين التغيير عنواناً لهم فوضعوا الرجل المناسب في المكان الصحيح له واستقدموا الخبرات الوطنية التي تم ابعادها واوكلوا لها المهمة بعدما قاموا بازاحة كل شخص يعيق تطور رياضتنا ثم خططوا وبهدوء لاعداد جميع المنتخبات الوطنية حيث وفروا لها كل ما تحتاجه, فعاش اللاعب اجواء احترافية مثالية بعدما تجرع اسس ومفاهيم رياضية حقيقية تحول بفضلها من لاعب هاو الى لاعب محترف يلعب مدفوعاً بمحبته للرياضة بعيداً عن حب المال ونزواته الشهوانية الضارة بالرياضة.
ثم وصلوا بعملهم الدؤوب والسليم هذا الى تمتين علاقتهم بالاعلام الرياضي وقد اعتبروه شريكاً اساسياً في عملية اصلاح وتطوير رياضتنا, ثم اتجهوا الى اصلاح مستوى التحكيم فعملوا على تحسين اوضاع الحكام المعاشي ورفع سقف اجورهم التحكيمية وارسلوهم لدورات تحكيمية متطورة ونال جميع حكام رياضتنا احترام الجميع واعتمدوا الكفاءة في المعيار الاول والاخير للحكم بعيداً عن المصالح الشخصية كل هذه الجهود والسواعد التي عملت طويلاً حققت الكثير من التقدم صب في بوتقة المنتخبات الوطنية والتي وصلت بدورها الى منصات التتويج وتكللت بالفل والياسمين الدمشقي وانتشر خبر نجاح وانتعاش العابنا الرياضية بين البلدان سريعاً كانتشار العبق بالاثير, فبدأت الاحتفالات وتجلت فيها كل بواعث الفرح والسرور وراحت الابتسامات تتناثر على الشفاه عفواً دون تكلف كما يتناثر الياسمين على البساط المروي.
ولكن لابد لهذه الاحلام السعيدة من نهاية فما هي الا لحظات هي لكراتنا الامواج المتدافعة عند دخولها الصالة وسط عاصفة عاتية من الاصوات والشتائم عندئذ استيقظنا من احلامنا الوردية والتي ما لبثت ان تلاشت بصخرة واقعنا الرياضي الصعب, فعدنا لتونا نتوق والشوق يحدونا للفرق واحلام جديدة تبعدنا عن الامراض والاوبئة التي نخرت برياضتنا حتى اعتدنا عليها مع مرور الزمن بالتأكيد لن نغالط المنطق والواقع ايها المسؤولون ونطالبكم بمثل ما حلمنا به لكننا نتمنى ان تحسنوا قراءة واقعنا الرياضي بشكل جيد ذلك اضعف الايمان حتى يكون للحديث في المستقبل مصداقية (ما) ونعلمكم بان احلام جماهيرنا هذه من المؤكد ليست مستحيلة على الرغم من صعوبة تحقيقها لكنها تتطلب منا جميعاً ارادة حسنة ونية صادقة لتحقيقها.