تحدّث الكثيرون عن مجمل الظواهر التي رافقت المونديال الأخير كدور الحكام في تغيير مساره, وأفول نجم الكثير من اللاعبين وبزوغ نجم عديد من الشباب
الصاعد, وبراعة سكولاري وكلينسمان كمدربين غير متوجين وليبي ودومينيك كمدربين محنكين, وتألق حراس المرمى وعودة زيدان لوضعه الطبيعي قبل اعتزاله…
جمالية الأداء هي الأمر الذي يبحث عنه من يشجع اللعبة الحلوة ومن يصفق لمن يستحق الفوز ويطربه ويشبع له رغبته فماذا عن هذه الجمالية?
المعايير الجمالية
تبقى ذاكرة المتابعين حافظة للمباريات السريعة والمتكافئة, الغنية بالفرص المباشرة والأهداف الجميلة, الحافلة بالتمريرات البينية والتسديدات البعيدة, العامرة بالمهارات الفنية والقتالية على كلّ كرة, المتسمة بتبديلات تكتيكية وانضباط أخلاقي داخل المستطيل الأخضر, المشفوعة بصافرة عادلة من قاضي الأوركسترا الكروية, والأهمّ أن تكون بين فريقين جماهيريين والأحسن من مدرستين كرويتين وطبقاً لذلك ما أجمل مباراة في المونديال الأخير?
مواجهات طاحنة
لم تشهد بطولات كأس العالم منذ انطلاقتها في الأروغواي عام 1930 مواجهات طاحنة مثل المونديال الألماني لكن المباريات غابت عنها المتعة والجمالية بسبب التحصين الدفاعي والحذر المبالغ فيه وقلة المغامرة وندرة الفرص المباشرة وخطة اللعب الأشهر في المونديال (4-5-1) فمباراة الأرجنتين وهولندا في الدور الأول توقعها الجميع قمةً فكانت أقل من عادية والفريقان لعبا للتعادل! ومباراة فرنسا وإسبانيا كانت جميلة لفرنسا وكابوساً لإسبانيا, ومباراة ألمانيا والسويد جميلة من الأولى وخجولة من الثانية, والبرازيل وفرنسا للنسيان للأولى وللذكرى للثانية وهولندا والبرتغال أفسدها الحكم وإنكلترا والبرتغال أحبطها روني وإيطاليا وألمانيا يتغنى بها الطليان ويتألم منها الألمان ورغم جماليتها إلا أنها لا تصنف في عداد المباريات الجميلة فالدولة المضيفة صنعت 3 فرص في 120 دقيقة والمباراة النهائية جيدة من فرنسا وتجارية من إيطاليا وتبقى مباراة إنكلترا والسويد هي الأجمل من وجهة نظر شخصية للاعتبارات التالية:
< الفريقان كانا قد ضمنا الصعود ومع هذا لعب كلذ منهما للفوز تجنباً للقاء ألمانيا.
< المواجهة بين أريكسون مدرب إنكلترا ومنتخب بلاده.
< العقدة بين إنكلترا والفوز على السويد.
< سعى لاعبو الفريقين لتسجيل الهدف 2000 في المونديالات وسعى الحارسان لعدم قبول ذلك فكان ألباك صاحب الهدف في الشباك الإنكليزية التي حرسها روبنسون.
< مشاركة روني لأول مرة أساسياً.
< استمرار الإثارة من الدقيقة الأولى التي أصيب فيها أوين وحتى الدقيقة الأخيرة التي شهدت هدف التعادل للسويد.
< سيطرة كل منتخب على شوط من الباب للمحراب وتألق دفاع السويد والقوائم الإنكليزية.
< الهدف الجميل الذي سجله جوكول والهدف الرأسي الجميل لألباك.
< تسجيل البديل جيرارد هدف إنكلترا الثاني والنجم لارسون هدف السويد الثاني.