كأس القارات .. فكرة سعودية تحولت إلى بطولة عالمية …المنافسة ثلاثية في النسخة الثامنة وإيطاليا وإسبانيا تشاركان للمرة الأولى
متابعة- هراير جوانيان:يترقب الملايين من عشاق كرة القدم عامة والعربية خاصة انطلاق بطولة كأس العالم للقارات التي تستضيفها جنوب إفريقيا
من 14 إلى 28 حزيران الحالي لمتابعة مسيرة المنتخبين المصري والعراقي وهما ممثلا القارتين الإفريقية والآسيوية في هذه البطولة التي تستحوذ على اهتمام بالغ في الوطن العربي.
وترتبط كأس العالم للقارات بالمنطقة العربية بروابط وثيقة كما تملك الفرق العربية التي شاركت فيها من قبل عدداً من الذكريات منها السعيد ومنها ما هو مؤلم وتبقى في النهاية مشاركة المنتخبين المصري والعراقي في النسخة الثامنة في غاية الأهمية نظراً لأنها الثانية لمنتخب مصر والأولى لمنتخب العراق بعد غياب التمثيل العربي في الدورتين 2001و 2003.
وعلى الرغم من قصر عمر بطولة كأس العالم للقارات التي انطلقت دورتها الأولى في عام 1992 إلا أنها نجحت سريعاً في فرض نفسها كثاني أهم بطولة بعد كأس العالم خاصة أنها تضم أبطال الاتحادات القارية الستة وحامل لقب بطولة كأس العالم بالإضافة للدولة المنظمة وهو ما يؤكد أن احتمالات مشاركة الفرق الصغيرة فيها تبدو ضئيلة للغاية وبالتالي يكون المستوى المتوقع دائماً في البطولة أروع ما يكون.
والواقع أن فكرة البطولة كانت عربية وبالتحديد سعودية مثل العديد من البطولات التي شهدتها السنوات الماضية .وبعد التنسيق مع الاتحاد الآسيوي للعبة وتحت رقابة الاتحاد الدولي (الفيفا) بدأ تنفيذ الفكرة تحت اسم (بطولة كأس الملك فهد) واكتفى الاتحاد الدولي بالمراقبة والمتابعة لأن الاتحاد الدولي لا يمكن أن يساند فكرة جديدة دون أن يتأكد من جدواها.وتأكد (الفيفا) من أن الفكرة جيدة وتحظى باهتمام جماهيري وإعلامي كبير وموافقة الاتحادات القارية عليها بدليل مشاركة منتخبات من قارات مختلفة فبدأ في مساندتها بداية من الدورة الثانية التي أقيمت في عام 1995.واستضافت السعودية البطولات الثلاث الأولى من كأس العالم للقارات أعوام 1992 و1995 و1997 وتضاعف النجاح عاماً بعد عام حتى تحولت البطولة من فكرة عربية إلى بطولة عالمية.
وشهدت البطولة الأولى مشاركة أربعة منتخبات فقط هي السعودية والأرجنتين وساحل العاج والولايات المتحدة وبلغ إجمالي عدد المشاهدين فيها حوالي 170 ألف متفرج بمتوسط يزيد عن 42 ألف متفرج للمباراة الواحدة.وكانت هذه البطولة هي البداية الحقيقية لجيل من أبرز أجيال الكرة السعودية بقيادة سامي الجابر وسعيد العويران ويوسف الثنيان حيث بدأت أسماء هذا الجيل تلمع في سماء العالمية قبل خوض بطولة كأس العالم 1994 في أميركا.وتمكنت الأرجنتين من الفوز باللقب على حساب السعودية. وفي البطولة الثانية شاركت ستة منتخبات هي السعودية والأرجنتين والدانمارك واليابان والمكسيك ونيجيريا وفشل الفريق السعودي في تكرار إنجاز البطولة الأولى وتلقى هزيمتين متتاليتين في الدور الأول وفاز المنتخب الدانماركي بلقب البطولة بعد الفوز على الأرجنتين في المباراة النهائية.
وجاءت البطولة الثالثة لتشهد مشاركة منتخبين عربيين هما السعودية والإمارات ليزداد ارتباط البطولة بالكرة العربية وشارك في هذه البطولة أيضاً كل من أستراليا والبرازيل والمكسيك وتشيكيا وجنوب إفريقيا والأوروغواي لتتخذ البطولة الوضع الذي نشأت من أجله.وفاز المنتخب البرازيلي باللقب بعد الفوز على أستراليا في النهائي .وحققت البطولة حضوراً جماهيرياً رائعاً بالإضافة إلى اتخاذ البطولة للطابع العالمي وزيادة عدد الفرق المشاركة دافعاً للعديد من الدول للتقدم بطلبات استضافتها إلى جانب موافقة الفيفا على ذلك حتى لا تصبح البطولة حكراً على السعودية.
ومع نقل البطولة بعيداً عن مهدها في السعودية بمنح المكسيك حق التنظيم تعرضت الكرة العربية لصدمتين كبيرتين في البطولة الرابعة عام 1999 وكانت الأولى من نصيب المنتخب المصري الذي شارك في البطولة بصفته بطل إفريقيا 1998، حيث مني الفريق بهزيمة ثقيلة 1/5 أمام شقيقه السعودي بعد تعادلين مع بوليفيا والمكسيك.وكانت هذه الهزيمة ضربة قاضية للمنتخب المصري الذي كان يمني نفسه بالصعود إلى الدور قبل النهائي للبطولة خصوصاً أن مستواه في هذه الفترة كان يؤهله لذلك في ظل الفرق التي وقعت معه في المجموعة.ولكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن وخرج الفريق المصري صفر اليدين وكانت الهزيمة الثقيلة سبباً في الإطاحة بجهازه الفني بقيادة المدرب القدير محمود الجوهري أحد أعظم المدربين في القارة السمراء وصاحب إنجاز الفوز بالبطولة الإفريقية في بوركينا فاسو 1998 حيث أقيل مع جهازه الفني المعاون، كما تسببت الهزيمة في حل الاتحاد المصري للعبة آنذاك.وعلى الرغم من صعود الفريق السعودي بفضل هذا الفوز الساحق إلى الدور قبل النهائي للبطولة، فإن صدمته كانت أكبر في المربع الذهبي حيث مني بهزيمة ثقيلة 2/8 أمام البرازيل كما خسر في مباراة تحديد المركز الثالث أمام نظيره الأميركي 0/2، بينما فاز المنتخب المكسيكي باللقب بعد التغلب على البرازيل في النهائي.ومنذ ذلك الحين لم يكن لكرة القدم العربية أي ظهور في كأس العالم للقارات، حيث غابت عن بطولتي 2001 و2003 بعد أن استحوذت اليابان على البطاقة الآسيوية والكاميرون على نظيرتها الإفريقية في البطولتين.
وأقيمت البطولة الخامسة في كوريا الجنوبية واليابان عام 2001 كبروفة لكأس العالم 2002 التي أقيمت بالتنظيم المشترك بين الدولتين.. وفاز المنتخب الفرنسي باللقب بعد الفوز على اليابان في النهائي .وكانت هذه البطولة سبباً في إقالة المدرب البرازيلي ايمرسون لياو أثناء رحلة العودة من اليابان بسبب ضعف أداء المنتخب البرازيلي والنتائج السيئة التي حققها في البطولة.
وأقيمت البطولة السادسة في فرنسا عام 2003 وفاز بها المنتخب الفرنسي بعد الفوز على الكاميرون في المباراة النهائية ،وخيم على أجواء هذه البطولة حدث مؤسف هو وفاة النجم الكاميروني مارك فيفيان فوييه خلال مباراة فريقه أمام كولومبيا في الدور قبل النهائي حيث سقط على الأرض وفشلت محاولات إسعافه من الأزمة القلبية المفاجئة التي ألمت به ليفارق الحياة فوراً. وأقيمت البطولة السابعة في ألمانيا عام 2005 بمشاركة ثمانية منتخبات هي ألمانيا والأرجنتين وتونس وأستراليا و المكسيك والبرازيل واليابان واليونان.وتوج منتخب البرازيل بالكأس للمرة الثانية في تاريخه بفوزه الكبير والتاريخي على غريمه التقليدي منتخب الأرجنتين 4/1.
منافسة ثلاثية في النسخة الحالية
سيكون الصراع ثلاثياً لإحراز لقب كأس القارات الثامنة لكرة القدم التي تستضيفها جنوب إفريقيا أي قبل عام واحد من استضافتها مونديال 2010، وإذا فرض المنطق نفسه فأن المنافسة محصورة بين البرازيل (حاملة اللقب وبطلة قارتها) وإيطاليا (بطلة العالم) وإسبانيا (بطلة أوروبا) وتشارك في البطولة ثمانية منتخبات وزعت على مجموعتين تضم الأولى (إسبانيا- جنوب إفريقيا- العراق- نيوزيلندا) وتضم الثانية (البرازيل – إيطاليا- مصر- أميركا) علماً أن منتخبات إيطاليا وإسبانيا والعراق تشارك للمرة الأولى في البطولة.
البرنامج الكامل للدور الأول
المجموعة الأولى: (الأحد 14/6) جنوب إفريقيا- العراق (5 مساء)، نيوزيلندا- إسبانيا (9,30 مساء)
(الأربعاء 17/6) إسبانيا- العراق (5 مساء)، جنوب إفريقيا- نيوزيلندا (9,30 مساء)
(السبت 20/6) العراق- نيوزيلندا (9,30 مساء)، إسبانيا- جنوب إفريقيا (9,30 مساء).
تقام مباريات المجموعة الأولى في جوهانسبورغ وروستنبورغ ومانغاونغ بلومفونتاين.
المجموعة الثانية: (الاثنين 15/6) البرازيل- مصر (5 مساء)، أميركا- إيطاليا (9,30 مساء)
(الخميس 18/6) أميركا- البرازيل (5 مساء)، مصر- إيطاليا (9,30 مساء)
(الأحد 21/6) إيطاليا- البرازيل (9,30 مساء)، مصر- أميركا (9,30 مساء).
تقام مباريات المجموعة الثانية في مانغاونغ بلومفونتاين و جوهانسبورغ وروستنبورغ وتشواني بريتوريا.
أرقام وإحصائيات
يعتبر النيوزيلندي كريس وود لاعب وست بروميتش ألبيون الإنكليزي أصغر لاعب في البطولة (18) عاماً وهو من مواليد 7/12/1991 يليه الإيطالي ديفيد سانتون من إنتر ميلانو وهو من مواليد 2/1/1991 أما أكبر لاعب في البطولة فهو المصري عصام الحضري حارس سيون السويسري (36) عاماً وهو من مواليد 15/1/1973 يليه الإيطالي فابيو كانافارو من جوفنتوس وهو من مواليد 13/9/1973.
يشارك في البطولة الحالية (184) لاعباً بينهم (24) ينشطون الدوري الإيطالي و(21) الدوري الإسباني و(18) الدوري الإنكليزي . ويعتبر نادي ويللينغتون النيوزيلندي الأكثر تمثيلاً (7) لاعبين مقابل (6) لاعبين في ليفربول وفالنسيا وجوفنتوس و(5) لاعبين في الأهلي والإسماعيلي وبرشلونة وفياريال و(4) في ميلان و وفيورنتينا وماميلودي صن داونز وأورلاندو بايرتس.
يعتبر المصري أحمد حسن الأكثر خوضاً للمباريات الدولية من بين اللاعبين الـ (184) ورصيده (153) مباراة يليه الإيطالي فابيو كانافارو (124) ثم الأميركي لاندون دونوفان (110).
(26) منتخباً شارك في البطولات الـ (7) الأولى وتتصدر فرنسا الترتيب النظري حيث حققت الفوز في 90% من مبارياتها الـ (10) تليها الدانمارك 77,7% ثم كوريا الجنوبية 66,6% فالبرازيل 63,7% ثم الأرجنتين 60%.
تقابلت مصر مع البرازيل (4) مرات من قبل وجميعها ودية جرت في مصر منها (3) لقاءات جرت عام 1962 وخسرت مصر المواجهة الأولى 0/5 والثانية 1/3 والثالثة 0/3 أما المواجهة الرابعة فجرت عام 1963 وفازت البرازيل 1/0 . وهناك مواجهة واحدة بين المنتخبين الأولمبيين عام 1964 وتعادلا 1/1.وكان صاحب الهدف الوحيد لمصر في تلك المواجهات هو نبيل نصير أما الأهداف البرازيلية فقد توزعت على (4) لاعبين هم كوارنتينا (5) وبيليه (3) وغارنشيا (2) وبيبي (2).أما مصر مع إيطاليا فتقابلت (13) مرة منها (6) في الألعاب المتوسطية و(3) في النطاق الأولمبي و(2) في تصفيات كأس العالم ومثلها ودية وفازت مصر مرتين فقط في مقابل (9) خسارات وتعادلين، علماً أن (4) من المباريات المذكورة خاضتها إيطاليا بالفريق الثاني أو الأولمبي لاسيما المشاركات المتوسطية.