.. وسكت الكلام المباح، وعلى ريال مدريد أن يقنع نفسه بالمركز الثاني هذا الموسم، بل أن يفرح بهذا المركز الذي نبت فوق جيل من التراكمات السلبية
من حيث التعاقدات والاستثناءات حتى بدا في بعض المراحل من الليغا الإسبانية وكأنه فريق في الدوري السوري!
لا أكتب على مبدأ «النعجة التي تسقط تكثر عليها السكاكين» ولكن هي الحقيقة التي كنا نرفض التعامل معها لعدة أسباب في مقدمتها النتائج الجيدة التي كان يحققها الريال في إياب الدوري الإسباني والتي تفوق بكثير مستوى الأداء إضافة لقدرة الفريق «الملكي» على الحفاظ على سخونة هذا الدوري وعدم حسم لقبه قبل الكلاسيكو الذي كان سيفقد مضمونه فيما لو حسم برشلونة اللقب قبل مجيئه الى سانتياغو برنابيه..
على الطريق الآخر كان فريق برشلونة هذا الموسم استثنائياً بكل المعايير ونجح على مبدأ «إذا هبّت رياحك فاغتنمها» وأي رياح كاتالونية هبّت، وأي استغلال لهذه الرياح!
فريق برشلونة استثمر ظروفه الايجابية بشكل ممتاز، واستثمر ظروف منافسيه بشكل أفضل، وزاد تمسكه بعوامل تفوقه وعززها، وأجاد مدربه بإدارة هذه العوامل على طريق تحقيق نتائج هي الأبرز لبرشلونة منذ عدة مواسم، وباستثناء بعض الكبوات القليلة والتي لا تخلو منها كرة القدم فقد ضرب برشلونة بقوة وبدا وكأنه فريق لا يقهر وأن الكرة تطاوعه وهي التي تمردت على الجميع!
الموسم الكروي الإسباني الذي يقترب من نهايته خفق فقط بنبض برشلونة والريال أما بقية الفرق فقد حيّدت نفسها مبكراً ولولا الصراع التاريخي «الرياضي وغير الرياضي» بين مدريد وكاتالونيا لكان هذا الموسم هو الأبرد في الليغا الإسبانية…
هناك مسألتان متناقضتان بين برشلونة وريال مدريد، فالأول سيسعى بكل تأكيد للحفاظ على معظم اللاعبين الموجودين لديه والثاني سيفكر بالبديل لمعظم من لديه وبقدر ما ينجح كل طرف بمسعاه تتحدد معالم الليغا في الموسم القادم وإنا لمنتظرون!
غـــانــــــم محــمــــــــــد