السلة عصرية..بالهواية تتصدر…والسلة السورية..بالاحتراف لم تتطور.!

اثناء لقاء كنت قد اجريته مع مدرب نادي الزمالك المصري بكرة السلة فاتح شحادة ضمن فعاليات دورة دمشق الدولية بنسختها السادسة, تحدث الي قائلا: حيث كانت هناك ابتسامة ذات مغزى قد لاحت بشائرها على سمات وجهه بأن الرياضة المصرية بشكلها العام لاتعرف شيئا اسمه احتراف لا داخلي ولاخارجي, وعندها تلعثمت افكاري واضطربت وعقدت الدهشة لساني وأومأت له بأني لم افهم كلامه راجيا منه اعادة ماقاله, فانبرى مشيرا بيده كأنه يلقي بخطبة مؤكدا بأن الرياضة المصرية مازالت بخير وهي لن تحتاج للنظام والاحتراف ومعظم العابها تمارس من قبل لاعبين يلعبون بشكل هاو فلا مقدم عقود ولا رواتب مالية ضخمة تصرف لهم وكل مافي الامر انهم قد يدفعون للاعبين بعض التعويضات بدل تنقلات, بعد الانتهاء من اللقاء بدأت اسأل نفسي كيف لايوجد لديهم احتراف والسلة المصرية تتصدر لائحة الترتيب عربيا, وانديتها لاينافسها احد ونراها في جميع البطولات والدورات معتلية منصات التتويج, بصراحة لم اجد اجابة شافية اقنع بها نفسي وخاصة عندما اجريت مقارنة بين واقعنا الاحترافي المهزوز وما وصلنا اليه عن طريق هذا الاحتراف وبين ماوصلوا أشقاؤنا المصريين اليه, وما ان وصلت المقارنة ذروتها حتى شعرت بحالة من الاكتئاب وسرعان ما اطحت بأفكاري المتلاطمة بعيدا محاولا ابعادها عن مخيلتي ريثما اعود الى هدوئي? قبل دخول الاحتراف على رياضتنا كنا ننادي جميعا به, راجين من اصحاب القرار ان يعملوا لتحقيق احلامنا بتطبيقه واعتقدنا بأنه سيكون الملاذ الوحيد والمنقذ الذي سينقذنا من كبواتنا وانتكاساتنا المتلاحقة, وبعد اخذ ورد وافقوا على ادخال نظام الاحتراف واقره صناع القرار باتحادنا الرياضي العام ولقد انتاب جماهيرنا الرياضية شعور كبير بالسعادة وانتشر هذا الخبر كانتشار العبق بالاثير وقد زفت البشرى وتبادلنا التهاني وقلنا لتونا الحلم اصبح حقيقة وحتما سنودع بفضل هذا الاحتراف جميع احزان وخساراتنا التي لازمت رياضتنا منذ سنوات بعيدة خلت وبأن رياضتنا سترى النور من جديد وستعود الى ماكانت عليه, لكن بعدما لامس هذا الاحتراف واقعنا الرياضي وتغلغل بأروقة انديتنا بشكل خاطىء وسرعان ماانكشفت الاوراق وظهرت العيوب والسلبيات ولم يلح بالافق اي بادرة ايجابية ظاهرة لهذا الاحتراف, فغرقت انديتنا وناءت تحت اعباء مالية ضخمة جراء استقدامها لمدربين ولاعبين اجانب بالاضافة الى توقيعها لعقود احترافية بمبالغ جيدة للاعبين المحليين, فوقعنا بأخطاء جسيمة ولايمكن تجاوزها ,وبهذه الحالة سرعان ما انعكس هذا سلبا على جماهيرنا التي راحت تتساءل بلهفة لماذا لم نستفد من الاحتراف كغيرنا الذين وصلوا بفضله الى هامات المجد? الاجابة عن هذا السؤال ليست صعبة لأن حقيقة واقعنا الرياضي المأزوم لم تفرض نفسها حتى المعروف بأن اي قرار قبل ان يصل الى حيز التقيد لابد من ان يتمحور ويتبلور من خلال دراسة بشكل جيد مع قراءة صحيحة له بما يتناسب ويتماشى مع حاضرنا ومستقبلنا وقد تمتد هذه الدراسة اشهرا بل سنوات حتى تنضج الفكرة بشكل جيد نستطيع ان نطبق هذا القرار بسهولة ومن ثم نجني ثمار جهودنا التي بذلناها, الا أننا والحقيقة تقال وافقنا على ادخال الاحتراف بيوم وليلة وبجرة قلم بسيطة عن غيرها نعلم بأننا قد ادخلناه عنوة على رياضتنا دون ايجاد السبل الكفيلة لانجاحه في سبيل تطوير رياضتنا, بل على العكس فقد ارهقنا واعادنا عدة خطوات للوراء بدلا من تحقيق قفزات نوعية نحو المستقبل المشرق اذا الاحتراف اصبح بفضل سوء مهمتنا له انحراف, انحرفت من خلاله رياضتنا ووصلت الى حد الهاوية والشيء المضحك المبكي في هذه القضية انهم بعدما شعروا بفشل الاحتراف حاول بعضهم الغاءه هذا الموسم بحجة دراسة من جديد ولانخفي عليكم بأن محاولاتهم هذه ذهبت ادراج الرياح وبقي الاحتراف كما هو ينخر بمفاصل العابنا ويزيد من اعباء انديتنا وسط ذهول ودهشة اصحاب القرار في مكتبنا التنفيذي الذي على مايبدو لم يستطيعوا ان يفعلوا شيئا وقد خرجت زمام الامور من انديتهم? فيا ايها المسؤولون عن امور رياضتنا ليس امامكم سوى خيارين لاثالث بينهم, الاول ان تقوموا على دعم الاحتراف وايجاد مصادر مالية دائمة داعمة له مع اعادة دراسته بشكل صحيح بحيث يعيش اللاعب اجواء احترافية والخيار الثاني هو لالغاء الاحتراف ونسيانه والبدء من جديد بتطوير رياضتنا كما كنا سابقا بدلا من هذه المسخرة الاحترافية المضحكة التي تقلدنا بها ذلك التقليد الاعمى الذي أوصلنا الى مانحن عليه الان, يجب ان نعلم ايها المعنيون في مكتبنا التنفيذي بأن تطبيق وتنفيذ مثل هذه الافكار يحتاج الى اشخاص مؤمنين بفكرة الاصلاح والتطوير يقدمون كل مالديهم من طاقة لتحقيق وتطوير رياضتنا ويجب ان يدركوا بأن ليس كل من يجلس على كرسي هي له بالتأكيد وقد تكون الكرسي اكبر منه وقد يكون هو نفسه اكبر منه وقد يكون هو نفسه اكبر من وهم يغط كطائر الرخ على العقول, لأنه وبصراحة لم يعد بالامكان في ظل ثورة المعلومات والتطور الحضاري وشيوع الوعي ولو بدرجات متفاوتة ان نقبل برياضة خلبية تدمي قلوبنا وتزيد من جراحنا واحزاننا اكثر, فعليكم العمل بسرعة لانقاذ ما يمكن انقاذه حتى لايكتب التاريخ عنكم عناوين قاتمة لن نستطيع نسيانها مع مرور الزمن.

fiogf49gjkf0d
المزيد..
آخر الأخبار