حكم سلتنا… صافرات مبحوحة!

عندما نتحدث لابد من وجود كلمة وفي كلمة ينتفي التذبذب فاما ان تكون الكلمة مع الحق تنصره وتنتصر به واما مع الباطل فتخسر نفسها ومكانتها والحق اننا كصحافة رياضية تحدثنا مراراً وتكراراً حول امكانية ايجاد السبل الكفيلة لدعم مستوى الحكام والتحكيم لدينا تحسباً من الوقوع في اخطاء من الصعب تجاوزها على ضوء هذا الواقع, بالمقابل لم نكن نلقى من المعنين على امور تحكيمنا سوى الوعود وهز الرؤوس ولم نر شيئاً ملموسا وايجابي على ارض الواقع يبشر بالخير ويدعو للتفاؤل وكل ما في الامر ان مستوى معظم حكام سلتنا يفتقد للخبرة الكافية لقيادة مباريات ولو محلية ذات حساسية جماهيرية خاصة فعندئذ يختلط الحابل بالنابل ويضيع الدوري ونضيع نحن معه?

fiogf49gjkf0d


وبعض من حكام سلتنا رغم خبرتهم التحكيمية المقبولة نوعاً ما, الا ان حظ هذه الخبرة بدأ يتلاشى بشكل بياني اخذاً بالانحدار بسبب قلة معلوماتهم وعدم مقدرتهم على مواكبة اهم واحدث التعديلات التي طرأت على قانون اللعبة, وفي كل موسم وقبل بدء الدوري يذهب المعنيون على امور تحكيمنا الى اطلاق تصريحاتهم الرنانة بان مستوى الحكام لدينا في حالة جيدة وبان حكام سلتنا هم الافضل عربياً, ولا يسعنا على ضوء هذا الكلام الا ان ينتابنا احساس بالسعادة والتفاؤل اللذين لا يلبثا ان يتلاشى لتوهما فور بدء الدوري, فلا ترى سوى المهاترات والاخطاء التحكيمية ولا يتناهى الى مسامعك سوى اصوات المدربين واللاعبين تتعالى بنبرات هجومية والفاظ خادشة للحياء يصبونها بوجه حكامنا الذين اضحوا الشماعة الوحيدة التي نعلق عليها جام غضبنا من دون ان نتفهم ما سبب هذا الانخفاض القسري بمستوى التحكيم لدينا ومن الذي اوصله الى هذه الدرجة لدينا?‏


من المستحيل ان نجد انساناً لا يحب ان يطور نفسه في اي مجال من مجالات الحياة مهما كانت صفاته, وحكامنا اكدوا لي شخصياً من خلال لقاءاتي المتكررة معهم بانهم يتطلعون والامل يحدوهم الى ذلك اليوم الذي يستطيعون من خلاله الانطلاق الى آفاق تحكيمية واسعة متجاوزين كل المنغصات, يمارسون هذه المهنة بحرفية عالية بعيداً عن عقلية الحكم الهاوي, لكنهم والحقيقة باتوا على علاقة وطيدة مع الاوهام يحلمون كثيراً بتحقيق امانيهم حتى تداخل الخيال لديهم مع الواقع وكادوا يصابون بالاحباط واليأس, بصراحة هذه هي حقيقة تحكيمنا التي لا يستطيع احد مهما كانت براعته وحجته قوية ان يقلبها مهما قدم من مسوغات وسلك من وسائل وقدم من اوصاف?‏


نحن ندرك تماماً مدى حجم الصعوبات التي تواجه حكام سلتنا ولجنتهم فلا اموال ولا تفرغ ولا حتى حرية ادارية كافية والكل يغني على ليلاه, لكن هذه الصعوبات التي يتحدثون عنها قد اضحت في وقتنا الحاضر من منسيات القرن الماضي ومن العيب ان نتحدث عنها ونشير اليها على انها مازالت العائق الوحيد امامنا لان الرياضة اصبحت في عصرنا هذا صناعة, وهذه الصناعة بحاجة الى مقومات اساسية لانجاحها وضمان استمراريتها, ومن المصيب والمؤسف جداً ان نتحدث عن تفاهات وسفاسف الامور لا تقدم ولا تؤخر ونضفي عليها من تفكيرنا الخاطئ ونظرتنا التي هي بحاجة الى اشعة لايزر لاصلاحها ونصف هذه الامور على انها عوائق صعبة ومن المستحيل زحزحتها قيد انملة وتجاوزها الى ما هو افضل, على ما يبدو المشكلة تكمن في اننا مازلنا خاضعين لحالة من الركود اصبحت ملازمة لنا وعادة لا يمكننا الاستغناء عنها فتصوروا بان قضية رفع اجور الحكام لدينا قد وصلت الى مسامع اعضاء المكتب التنفيذي الذين اطلقوا لتوهم العنان لموافقتهم على رفعها اسوة بحكام كرة القدم وحتى هذه اللحظة لم يبت بها ولم ترفع ومازالت اجرة زهيدة لا تفي بالحاجة, فما هو السبب لا نعرف وكيف تريدون يا اتحادنا السلوي ولجنة الحكام الرئيسية الموقرة ان يكون حكام سلتنا على درجة عالية من الخبرة والثقافة التحكيمية وانتم على هذه الدرجة من الاستخفاف بهم اليس بمقدوركم ان تجدوا الحلول الناجعة والسريعة لجميع مشاكل حكامنا عن طريق المطالبة الحثيثة لتوفير لو القليل من حقوقهم المهدورة, الم تروا بان انديتنا تصرف الملايين من الليرات على لاعب محلي او اجنبي وتقف في اغلب الاحيان موقف الاستنكار وهي تقدم اجرة حكام المباراة, لماذا لا تعتمدوا على مناقشة هذه الحالة مع رؤساء انديتنا لتصلوا الى حل يرضي الجميع, لان انخفاض مستوى حكامنا من الطبيعي ان يؤثر سلباً على واقع اللعبة, لكن للأسف بات هناك اشخاص يضمهم واقعنا الرياضي ويعتبرهم من مؤسيسه باتوا لا يرون الا الجوانب الايجابية ولو على ندرتها, وعندما يتحدثون عنها تكاد تشعر بانه لا يوجد شيء في رياضتنا السورية يستحق ان نشير له باصابع الانتقاد متناسين بان هناك الكثير من السلبيات التي تداخلت بجسم رياضتنا واندمجت معها حتى اصبحتا شيئا واحاد?‏

المزيد..