رجعت أيام زمان وسلة الاتحاد كان ياما كان!
اختتمت في الاسبوع الفائت فعاليات دورة نادي الجلاء الدولية بكرة السلة حيث شهدت منافسة شريفة ومستوى فنياً عالياً واهم ما ميزها الروح الرياضية التي تحلت بها جميع المشاركة فلا اعتراضات ولا خشونة وتعصب, وجاء التحكيم الجيد ليضيف اليها نكهة خاصة ورونقاً جميلا, وتجلت بواعث الفرح والسرور في ختامها الذي كان جلائياً حيث استطاع الازرق صاحب الضيافة ان يعيد البسمة لجمهور حلب الشهباء ويحمل كأس الدورة الاولى وبقوة اثر فوزه في المباراة النهائية على فريق الحكمة اللبناني… الموقف الرياضي حول هذه الدورة ومباريات رصدت هذه المعلومات.
فكرة صائبة:
تعاني فرقنا السلوية بعد انتهاء من مسابقتي الدوري والكأس من نقص شديد بمباريات كرة السلة, فمعظم فرقنا تلوذ الى الراحة التي ربما تمتد الى اسابيع طويلة وبعضها الاخر لا تجتمع شملها الا قبل الدوري بايام قليلة, لذلك نحن بحاجة ماسة الى اقامة مثل هذه الدورات واتت هذه الدورة بنسختها الاولى بعد طول انتظار بسبب ما كان يعيقها في الماضي من منغصات وصعوبات جمة ولتكون بمثابة خطوة صحيحة وايجابية في الطريق الصحيح التي تسير عليه سلتنا نحو تغيير الصورة الباهتة التي ظهرت عليها في السنوات الماضية فتطور انديتنا وزيادة فرص احتكاكها مع مثل هذه الفرق المحضرة بشكل جيد من الطبيعي ان يكون له فوائد كثيرة على جميع انديتنا وبالتالي سينصب ذلك في مصلحة المنتخب الوطني الذي خبا بريقه وتلاشت سمعته على الساحة العربية والدولية.
خطوة في الاتجاه الصحيح:
من المعروف بان المقدمات الصحيحة تعطي دائماً نهايات صحيحة وهذه المقولة استفاد منها نادي الجلاء وهاهو اليوم يقطف ثمار جهودها المضنية التي بذلها لسنوات طويلة حتى اثمرت واوصلته الى ما يصبو ويريد فقد انتزع لقب الدورة الاولى بعد بداية قوية بدأها اما نادي الكرخ العراقي حيث استطاع نادي الجلاء ان يحقق الفوز بسهولة 96 – 58 وفي مباراتهم الثانية امام ارينا الاردني لم يظهر الجلائيون بمستواهم المعهود فعابهم التسرع وكانت الفردية عنواناً بارزاً لمعظم لاعبي الفريق حيث اضاعوا الفوز من ايديهم لتنتهي المباراة 89 – 94 وفي مباراتهم الثالثة امام الحكمة اللبناني استطاع الازرق الحلبي ان يلملم نفسه من جديد ويقدم مستوى مغاير عن مباراته السابقة وقدم فيها اداء جماعي ومستوى فني عال الا ان لاعبي الحكمة وخبرتهم استطاعوا ان يحسموا المباراة لصالحهم في الثواني الاخيرة منها 92 – 89 ليتأهل الجلاء بذلك الى الدور الثاني خلف الحكمة, وفي الدور الثاني التقى مع فريق غازي عنتاب التركي حيث استطاع الفوز عليه بفارق تسع نقاط 73 -64 بعد مباراة متكافأة تعادل فيها الفريقان 13 مرة قبل ان يحسمها الجلائيون لصالحهم في المراحل الاخيرة وبهذه النتيجة تأهل الجلاء الى الدور قبل النهائي والذي جمعه مع الاهلي المصري وفيها قدم الفريقان مباراة ستبقى للذكرى حيث استطاع الجلاء بفضل محترفيه هوكيز – هاورد وبمساعدة المعدنلي والحداد من حسم النتيجة لصالحهم 80 -73 وتأهل الى المباراة النهائية ليلتقي مجدداً مع الحكمة اللبناني في مباراة وصفت بالقمة قدم الفريقان مستوى فني رفيع ولم تحسم نتيجتها الا في الثوان الاخيرة لصالح الجلاء 77 – .64
كان ياما كان:
مازالت سلة نادي الاتحاد تعاني منذ سنوات من ترهل بمعظم مفاصل فريقها الامر الذي انعكس سلباً على اداء الفريق واثر على نتائجه, فجاء اهتمام معظم اداراته السابقة على الفريق الاول فقط واهملت بذلك قواعد اللعبة حتى كادت ان تتلاشى وها هي اليوم تجني ثمار اخطاءها, فالفريق اصبح بحاجة لتغيير بجميع مراكزه وهذا التغيير بحاجة لتخطيط سليم وصبر طويل وجهود كبيرة ومتابعة حثيثة حتى يثمر ويعود بريق الفريق الى ما كان عليه, فلم يكن اشد المتشائمين بفريق الاتحاد يتمنى ان يراه على هذه الصورة الباهتة التي ظهر بها فقد قدم اسوأ عروضه ومني بخسارات قاسية ففي مباراته الاولى التقى فيها مع فريق غازي عنتاب التركي وخسرها الاتحاد بفارق نقطة واحدة وبدا فيها التعب على لاعبيه الكبار الذين بلغو سناً عتياً واصبحوا يشكلون عبئاً ثقيلاً على الفريق وفي مباراته الثانية خسرها الاتحاد امام نادي الاهلي المصري بفارق 18 نقطة 79 – 61 وفي الدور الثاني خسر الاتحاد خسارة قاسية امام الحكمة اللبناني بفارق 22 نقطة 91 – 69 ليخرج ويودع الدورة بثلاث خسارات كانت بمثابة هزة عنيفة للجوقة الاتحادية لا يمكن ان تنسى بسهولة مع تقادم الايام.
محترفون من مستوى عال:
لم نعتد ان نرى محترفين حقيقيين من مستوى عال ضمن انديتنا المحلية الا ما ندر بسبب ضعف الامكانات المادية التي تعاني منها انديتنا, لذلك ما شاهدناه في دورة حلب الدولية يشجعنا على استقدام مثل هؤلاء اللاعبين لما لهم من فائدة كبيرة جراء الاحتكاك الدائم والمباشر معهم, على عكس محترفين انديتنا الذين لم يظهروا بمستوى فني جيد ولم نستفد منهم نظراً لضعف مستواهم وافتقارهم للفنيات العالية وقد ضمت فرق الجلاء وارينا الاردني والحكمة اللبناني وغازي عنتاب التركي لاعبين محترفين من مستوى فني عال ففي نادي الجلاء تعاقد مع لاعبين امريكيين ستيفين هادور, ومايك هوغند, ونادي ارينا الاردني استقدم معه لاعبين امريكيين ساد هندريك – وكريس موريس وضم نادي الحكمة اللبناني الامريكيين كورتيس هايودو ومايك ماكيل ونادي غازي عنتاب التركي ضم اللاعب الامريكي اصلاح ابس, فيما خلت اندية الاهلي المصري والاتحاد السوري والكرخ العراقي من لاعبين محترفين.
مدربون محليون واجانب:
بعد غياب دام لسنوات طويلة عاد المدرب الوطني باسل الحموي الى تدريب نادي الاتحاد وقد اعتمدت كلاً من الاندية غازي عنتاب التركي على مدربها الوطني الشاب جنيكز قره داغ وكذلك نادي الاهلي المصري ومدربه المعروف اشرف توفيق ونادي الكرخ العراقي على مدربه الوطني منذر علي ستنارة اما اندية الحكمة والجلاء وارينا الاردني قد اعتمدت على مدربين اجانب فنادي الجلاء يشرف على تدريبه المدرب اليوغسلافي ثابت حجيج والحكمة اللبناني المدرب سكوت فيلد ونادي ارينا المدرب المصري عادل عبد الله.
توءمة :
بعد النجاح الذي حققته الدورة والتطور الواضح بمستوى نادي الجلاء وضمن اجتماعات ناديي الجلاء والحكمة اللبناني المستمرة تقرر توقيع توءمة بين نادي الحكمة اللبناني والجلاء السوري.
حكام:
استعانت اللجنة المنظمة للدورة بحكام عرب ومحليين لقيادة مباريات الدورة بنجاح فقد ساهم كلاً من الحكام الدوليين بقيادة المباريات وهم من مصر الشاذلي محمد حسن – ومحمد شحادة – من الكويت محمد العميري – من لبنان رباح انجيم ومن العراق الدكتور علي سموم ومن الاردن ايمن الموصللي ومن سورية وفيق سلوم جمال الترك – ايمن الطويل – باكير الوكيل.