جميعنا يدرك حقيقة المرحلة الصعبة التي تمر بها رياضتنا, بعدما كانت في يوم من الأيام تعتلي هامات المجد وتنافس بقوة على جميع المحافل الرياضية العربية والدولية هذه الحقيقة الصعبة التي تعيشها رياضتنا لن نستطيع ومهما وصلنا الى حد كبير من ممارسة فن المجاملة ان نجمل هذه الحقيقة ونزركشها ونقدمها على انها تحفة جميلة وانيقة لان حقيقة واقعنا الرياضي المأزوم معروف للجميع وهو لا يحتاج لمزيد من البراهين حتى نشير اليه, وكل ما بوسعنا عمله ان ننادي بانقاذ ما يمكن انقاذه فيما تبقى من كرامة رياضتنا التي اجهدتها وافقدتها بريقها بفضل سوء تخطيطنا عدم معرفتنا قراءة المستقبل بشكل جيد يتناسب مع رو ح العصر الذي وصل اليه غيرنا و لن نقول نحن لاننا مع الاسف مازلنا نلهث وراء التقليد الاعمى الذي اوصلنا الى ما نحن عليه واصبح عنواناً وشعاراً لنمطية عملنا واكبر مثال على ذلك عندما طبقت بعض الدول العربية نظام الاحتراف سارع البعض عندنا تيمناً بهم الى المطالبة بتطبيقه واقراره, وبعد سجالات ومداولات بين هذا وذاك تمت الموافقة على ادخال الاحتراف على اجواء رياضتنا, فادخلوه عنوة دون دراسة مسبقة له وبطريقة كرتونية بحتة وتركوه وسط العاصفة يصارع الاضواء تتقاذفه الامواج العاتية بعد ذلك وردنا خبر بان احدى الدول العربية قد الغت نظام الاحتراف الخارجي لانه قد انعكس سلباً على واقعها الرياضي وقد سارعنا لتونا الى المطالبة بالغاء الاحتراف بحجة انه اساء لانديتنا واوقعها بفضل سوء دراستنا له وعدم مقدرتنا على ايجاد مقوماته الاساسية تحت اعباء مالية من الصعب تجاوزها في المدى المنظور نظراً لضعف الامكانات المادية التي تعاني منها معظم انديتنا? فهذا التقليد انما يدل على اننا لا نسير حسب خطة مبرمجة علمية موضوعة من قبل خبراء اختصاصيين لهم باع طويل بامور الرياضة متابعين تنفيذ جميع مفاصل هذه الخطة حتى يتثنى لها ان تثمر, وانما يدل هذا الواقع المزري اننا نعيش ضمن ما يفترض انها مؤسسة رياضية وقد اصبحت كحارة »كل مين ايدو الو« فالجميع يغني على ليلاه ولا احد يدرك حجم المخاطر التي احدقت برياضتنا واحدثت فيها شرخاً من الصعب رأبه على ضوء هذه المعطيات المتاحة لناو نعود مجدداً الى التقليد الاعمى والسلبي الذين تعود عليه اعضاء المكتب التنفيذي ومازالوا يمارسونه فلماذا وهم قد اصبحوا فرساناً ورواداً بهذا الفن لا نتعلم ما وصل غيرنا من اعمال جليلة وايجابية وذلك بفضل قراءتهم الصحيحة لواقعهم الرياضي ورؤيتهم الشافية التي تجاوزت كل المنغصات والعوائق ووصلت بهم الى حد يفوق التصور, ليس معيباً ان نتعلم منهم نتشاور معهم ونستفيد من تجربتهم لا ان نقلدهم, فهذه دعوة الى المحاولة والتي تعد درجة في طريق الارتقاء والتطوير اما ان نسترخي ونفرح بانفسنا ونعتقد اننا مذهلون فتلك هي الطامة الكبرى?على ضوء هذا الواقع الصعب جاء قرار المرسوم رقم 7 الذي اصدره السيد الرئيس بشار الاسد وينص في احد بنوده على منح جميع الاتحادات الرياضية التابعة للاتحاد الرياضي العام الاستقلالية المادية والادارية بهدف جعل جميع القرارات الصادرة عن هذه الاتحادات مستساغة مهضومة لا تميل الى التعقيد والروتين, فأشرقت في وجوه الجماهير وعشاق الرياضة لمحات البهجة وومضات الاستبشار وقالوا الحلم قد تحقق رياضتنا بالعابها قد جاءها الفرج وخرجت من قضبان السجن السرمدي الذي جعلها اشبه بعجوز هرمة تكاد تلفظ انفاسها, بعد صدور هذا المرسوم تتالت الايام وراح الجميع يترقب وينظر بلهفة وشوق الى الخطوة الاولى من تطبيق مضامين هذا المرسوم, ولكن حصل ما كنا نخشاه ونتوهم به فم نر او نسمع اي وقع اقدام الخطوة الاولى وقد سبق السيف العزل وانتاب الجميع شعور بالحزن والانكسار?
فثمة سؤال يطرح نفسه هنا, من الذي يستفيد من عدم تطبيق هذا المرسوم ومنح الاستقلالية المادية للاتحادات الرياضية , لن تكون الاجابة مستحيلة لان الواقع يؤكد سهولة الاجابة عليها فهناك من يقف ويعيق تطبيق هذا المرسوم لانه من المؤكد سيصبح بعيداً بعلاقاته المهنية وربما يتناسب ويتماشى هذا الوضع مع الذي كان في يوم مضى صاحب القرار الاول والاخير