ادركت سلتنا اخيرا حجم المخاطر المحدقة بها والصعوبات التي وقفت امامها عائقا منيعا حالا دون تطورها ووصولها الى شاطئ الامان واستطاعت في ظل هذه الظروف المادية الصعبة ان تشق طريقها معتمدة على امكاناتها المتواضعة وتصل الى ما نحلم به ونتمناه فلم يكن اشد المتفائلين بمنتخبنا الوطني بكرة السلة ان يحقق هذه النتيجة الطيبة في دورة الادرن التي اسدلت الستارة عن فعالياتها الاسبوع الفائت فعلى الرغم من الاعداد المتواضع والبسيط الذي تجرعه منتخبنا قبل مغادرته فإنه قد كسب احترام الجميع وقدم مستوى جيدا يليق بسمعة السلة السورية ايام زمان عندما كان يحسب لها الف حساب ففي مباراته الاولى والتي جمعته مع المنتخب السعودي القوي قدم منتخبنا مباراة كبيرة ستبقى للذكرى واستحق الفوز بفارق كبير وصل الى 27 نقطه ( 95 – 68 ) وفي مباراته الثانية والتي جمعته مع المنتخب اللبناني لعب منتخبنا باسلوب جديد واستطاع ان يمسك مفاتيح اللعب لدى المنتخب اللبناني وانهى المباراة لصالحه بفارق 13 نقطة ( 85 – 72 ) وفي المباراة الثالثة له خسرها بصعوبة امام المنتخب الاردني صاحب الضيافة الذي عرف كيف يضع حدا لنجوم منتخبنا وقلب تأخره في الدقائق الاخيرة من الربع الرابع الى تقدم وفاز بالمباراة على ضوء هذه الخسارة عوض منتخبنا ذلك والحق الهزيمة بالمنتخب البحريني وفاز عليه بفارق 10 نقاط ( 72 – 58 ) وبهذه النتائج تصدر منتخبنا مجموعته متقدما على جميع الفرق بفارق النقاط ليلعب في الدور النصف النهائي في مباراة قوية ومثيرة امام المنتخب الكويتي وقدم منتخبنا اجمل عروضه وظهر بصورة جميلة واستحق الفوز بفارق 3 نقاط ( 92 – 89 ) وتأهل بذلك للمباراة النهائية ليعود ويقابل المنتخب اللبناني مرة اخرى والذي بدوره استقدم لاعبيه الكبار الذين استطاعوا بخبرتهم الفوز بالمباراة ونيل بطولة الدورة بفوزه على منتخبنا بفارق 11 نقطة ( 80 – 91 ) مع العلم بأن منتخبنا قد لعب الدور النصف النهائي والمباراة النهائية بغياب نجميه ميشيل معدنلي ومحمد الإمام لإصابتهما القاسية التي تعرضا لها في هذه البطولة.
رجاء لا تتفاءلوا كثيرا لا محبي كرة السلة بهذا المنتخب, صحيح ان التفاؤل شيء جميل لكن تفاؤلنا غير المنطقي قد يوصلنا على طريق مسدود في النهائية وبالتالي يحبط كل ما بنيناه من احلام وآمال ومع كل ذلك فأنا لست متشائما لكني احب ان ارى الاشياء من منظور آخر فأرى ببصيرتي واحكم بعقلي فمن الطبيعي أن هذا المنتخب لن يحقق طموحاتنا التي نتطلع اليها ولن يوازي طموح اتحادنا السلوي وقيادتنا الرياضية في ظل هذه الامكانات المادية الضعيفة والشحيحة لاعداد مثل هذا المنتخب والذي من المفروض ان يكون واجهة سورية الحضارية في الخارج فهو حتما يعكس ما توصلنا اليه من تخطيط سليم وفكر متنور ورؤية صحيحة للمستقبل فهل يعقل ان يتم استدعاء هذا المنتخب للمشاركة بدورة ( مجانية ) وهل تعرفون ما معنى مجانية ( اي انها لا تكلفنا وترهقنا من الاموال شيء ) يتم تجميعه قبل الدورة بثمان ايام فقط أليس من المعيب بمكتبنا التنفيذي ويا مسؤول الالعاب الجماعية ان نعد هكذا منتخب على هذه الطريقة الرعوية والسخيفة والتي تدل على عدم اهتمامنا الا بالشكليات والمظاهر البراقة والاجتماعات حيث يصفق لنا الجميع وتطلق العنان لاحاديثنا الفضفاضة والشيء المضحك والمبكي في هذا الموضوع ان منتخبنا قد غادر دمشق الى عمان بواسطة نقل برية ( البولمان ) الذي تعطل في منتصف الطريق مما سبب لافراد البعثة التعب والملل فأين الاهتمام المطلوب بإعداد منتخباتنا الوطنية يا مسؤول الالعاب الجماعية والذي لا نراك الا في اجتماعات كلامية لا تقدم ولا تؤخر اليس من المفروض ان تقوم وتتنازل وتزور وتطمئن على معسكر المنتخب كيف يتدرب وكيف ينام وما شابه ذلك, على ما يبدو انك لم تعتد على مثل هذه الامور لانها تسبب لك التعب والقلق ونحن بدورنا نعذرك ونقدر حجم العمل الكبير الموكل إليك تصوروا ان منتخبنا اثناء معسكره في دمشق لم يستطع ان يوفر المنامة لك ولخمسة لاعبين فقط وتصوروا بأن المنتخب الاردني وقد غادر عمان متوجها الى تركيا لاقامة معسكر تدريبي برفقة المنتخب اللبناني والمنتخب الكويتي توجه الى يوغسلافيا لاقامة معسكرر تدريبي واجراء مباريات ودية مع فرق المقدمة هناك بينما منتخبنا عاد الى دمشق بالبولمان نفسه والذي لم يتعطل من حسن الحظ مرة اخرى وهو يحلم بأن يعسكر كغيره من المنتخبات بمعسكر خارجي يعود عليه بالشيء الكثير من صراعات تدريبية ومباريات ودية قوية مع فرق لها مكانتها وسمعتها ما نتمناه من اتحادنا السلوي ان يسعى جاهدا لاقامة معسكر تدريبي جيد يليق بهذا المنتخب الذي ينتظره استحقاق آسيوي هام في كانون الاول المقبل بقطر هذه النتيجة الطيبة التي حققها منتخبنا في عمان تضعنا امام استحقاقات مستقبلية صعبة ومن الطبيعي ان يسهم هذا المنتخب اذا عرفنا ان نؤمن له الامكانات المادية والوسائل التدريبية والمنامة الجيدة والمريحة والسفر المريح البعيد عن البولمانات ورائحة المازوت من المؤكد بأنه سيسهم فيوضع لبنات مستقبل كرة السلة السورية على نحو يدرأ خطر الانتكاسات ويؤسس لمرحلة مستقبلية جيدة تبنى على ارض صلبة لا هشاشة لا رخاوة فيها فنتمنى من جميع من يحب سلتنا ان يعمل بهدوء لاعداد جميع المنتخبات بشكل جيد مع امكانية توسيع قاعدة مشاركتنا الخارجية الذي يزيد مساحة الفائدة وينعكس ايجابا على واقع اللعبة فتعالوا نكرر هذا الانجاز الذي اعاد لنا حلمنا المفقود حتى لا نصل الى حد التشاؤم في يوم الايام ونقول بأن كل عملنا وتخطيطنا لا يمكن ان يكون اكثر من زوبعة في فنجان قهوة صباحي.