متابعةـأحمد السعيفان:
تتجه الأنظار يوم الأحد إلى استاد المدينة التعليمية في قطر، حيث يخوض المنتخب السوري مباراته الثالثة أمام فلسطين، في مواجهة ترتقي إلى ما هو أبعد من كرة قدم.
إنها مباراة ذات معنى رمزي، حين تتزامن مع ذكرى تحرير سوريا، ليصبح الميدان مساحة جديدة يجدد فيها السوريون حضورهم، ويكتبون فصلاً آخر من إرادة لا تنكسر.
دخل المنتخب السوري البطولة وكأنه يحمل على كتفه رسالة، فافتتح مشواره بانتصار ثمين على تونس، ثم فرض إيقاعه وتعادل مع قطر، ليصل إلى الجولة الثالثة وهو على مرمى خطوة واحدة من الصدارة.
المدير الفني خوسيه لانا يبدو واعياً لحجم اللحظة، فليست المباراة مجرد بحث عن ثلاث نقاط، بل مشهد يراد فيه تثبيت صورة المنتخب كقوة صاعدة ورمز لطموح وطن يتقن النهوض مهما تغيرت الظروف.
في الخطوط الأمامية، يتقدم عمر خريبين كقائد يعرف طريق الشباك جيداً، يدعمه محمود المواس بصورته الرائعة كصانع متعة هجومية، وإلى جانبه يتحرك محمد الحلاق بمهارته المعهودة، فيما يظهر محمد الصلخدي كجسر بين الوسط والهجوم، لاعباً هادئاً بأثر كبير.
وعلى بُعد خطوات من خط النار، يقف إلياس هدايا ومعه خط الدفاع بقيادة أحمد فقا كجدار صلب، يرتفعون حين يقترب الخطر، ويعيدون الثقة للفريق بلقطات تحمل نبض الجمهور.
المنتخب الأخضر، والملقب حديثاً بالشواهين، يدخل هذه المواجهة بدعم حكومي بدأ بالاتصال الهاتفي المصور من السيد رئيس الجمهورية أحمد الشرع، ثم زيارة ولقاء السيد الرئيس والسيد وزير الخارجية أسعد الشيباني للمنتخب قبيل لقاء الصدارة المنتظر.
المواجهة أمام فلسطين، بكل ما تحمله من حساسية رياضية وتاريخية، تأتي متزامنة مع ذكرى التحرير، وكأن المباراة تصبح صوتاً إضافياً لسوريا وهي تقول: نحن موجودون، حاضرون، وقادرون على أن نكون في الصدارة في الرياضة والسياسة والتاريخ.
إنها مباراة تصنعها الإرادة قبل الأرجل، وتقرأ فيها الروح قبل التكتيك.
اليوم، تبدو سوريا في ملعب الكرة كما كانت في صفحات تاريخها، تقاتل بإيمان، وتلعب بشغف، وتبحث عن قمة تعكس هويتها وتليق بذكرى تحريرها، على أمل أن تكون صافرة نهاية المباراة عيداً جديداً يضاف إلى مناسبات الانتصار السوري.