الخروج من نصف النهائي لا يمحو بصمة التفوّق السوري

الموقف الرياضي:

رغم الخروج من الدور نصف النهائي في النسخة الحالية من بطولة غرب آسيا للناشئين، المقامة في مدينة العقبة الأردنية، بعد الخسارة أمام المنتخب اللبناني بركلات الترجيح إثر التعادل (1-1)، يبقى المنتخب السوري للناشئين واحداً من أبرز المنتخبات حضوراً وتأثيراً في تاريخ البطولة، بما قدّمه من أداءٍ مشرّف وإنجازاتٍ متكرّرة منذ انطلاقها عام 2005 وحتى اليوم.

ففي النسخة الافتتاحية التي استضافتها إيران عام 2005، ظهر المنتخب السوري بصورةٍ قوية وتمكّن من الوصول إلى المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام صاحب الأرض بهدفين من دون رد.

وبعدها بعامين فقط، كانت الفرحة سوريّة خالصة حين استضافت حلب البطولة عام 2007، ونجح الناشئون في التتويج باللقب الأول بعد تصدّرهم الترتيب العام في بطولةٍ أُقيمت بنظام الدوري من مرحلة واحدة.

عاد المنتخب السوري ليشارك في النسخة التي أُقيمت في الأردن في عام 2009 ، مؤكّداً ثبات مستواه بوصوله إلى النهائي للمرة الثالثة على التوالي، قبل أن يخسر مجدداً أمام إيران بنتيجة (3-2).

ثم غابت سوريا عن ثلاث نسخٍ متتالية (2013، 2015، 2018)، لتعود عام 2019 في الأردن، حيث نالت المركز الثالث بعد الفوز على العراق في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، عقب خسارة نصف النهائي أمام السعودية.

وفي نسخة 2021 التي أُقيمت في السعودية، واصل المنتخب السوري حضوره في المربّع الذهبي، لكنه ودّع البطولة بعد خسارةٍ ضيّقة أمام اليمن (2-1)، وفي عام 2023 بعُمان، بلغ المنتخب نصف النهائي مجدداً وخرج أمام الأردن بالنتيجة ذاتها، في نسخةٍ تُوّج بها المنتخب الأردني.

أما في نسخة 2024 في الأردن، فكان الموعد مع اللقب الثاني في تاريخ المنتخب السوري للناشئين، بعد فوزٍ مستحق على السعودية في المباراة النهائية بركلات الترجيح ( 10 – 9 ) بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق، لتعود البسمة إلى الجماهير السورية.

وفي النسخة الحالية لعام 2025 بالعقبة، واصل المنتخب عروضه المميّزة حتى نصف النهائي قبل أن يودّع البطولة أمام لبنان بركلات الترجيح، ليؤكّد مجدداً أن الحضور السوري ثابت، حتى في لحظات الخسارة.

شارك المنتخب السوري في تسع نسخٍ من بطولة غرب آسيا، خاض خلالها 31 مباراة، فاز في 17 منها، وتعادل في 4، وخسر 10، مسجّلاً 72 هدفاً، وتلقّى 40 هدفاً.

أرقامٌ تعكس حضوراً متواصلاً وتاريخاً من التفوّق في بطولات غرب آسيا للناشئين، وتؤكّد أن الكرة السورية في فئة القواعد ما زالت تمتلك قاعدةً واعدة تستحقّ المتابعة والدعم.