متابعة – أحمد حاج علي:
تُسجّل الكرة السورية صفحة جديدة في تاريخها بانضمام الشقيقان أنس دهان وحسن دهان إلى قائمة المنتخب الوطني الأول للرجال، ليكونا أحدث حلقة في سلسلة الأشقاء الذين خرجوا من رحم المدرسة الأهلاوية ومثّلوا المنتخب الوطني، مؤكدين مجدداً أن أهلي حلب ليس مجرد نادٍ، بل مدرسة تصنع الرجال والنجوم.
حسن و أنس، تألقا الموسم الماضي بقميص أهلي حلب وكانا من أبرز صُنّاع التتويج بلقب الدوري الممتاز، ينضمان اليوم إلى صفوف المنتخب الأول للمرة الأولى معًا في مباراة رسمية، بعد أن مثّلا في السابق المنتخب الأولمبي السوري، ليواصلا مسيرة المجد بلون الوطن هذه المرة.
هذه السابقة ليست الأولى في تاريخ الأهلي، فلطالما كانت المدرسة الحلبية منبعاً للأخوة الموهوبين الذين حملوا اسم النادي والمنتخب معاً.
ففي مطلع التسعينيات، مثل مهند ونهاد البوشي المنتخب السوري وكانا من أبرز نجوم جيلهما، كما شهدت السنوات اللاحقة حضور الثنائي يحيى ومعن الراشد، أبناء اللاعب الدولي السابق جمعة الراشد، الذين مثّلوا المنتخب معاً وأكدوا امتداد الإرث الأهلاوي جيلاً بعد جيل.
وإلى جانب الأهلي، عرف تاريخ المنتخب السوري أيضاً حالات مشابهة، مثل أفاديس وهاروت كولكيان أبناء هومنتمن (اليرموك) في أواخر الخمسينيات، وحسام وماهر السيد أبناء نادي الوحدة الدمشقي في أواخر التسعينيات.
إلا أن ما يميز أهلي حلب أنه النادي الأكثر إنتاجاً للأشقاء الذين مثّلوا المنتخب الوطني معًا، ما يعكس عمق القاعدة الفنية في هذه المدرسة، وقوة الروابط الكروية التي تجمع أبناءها عبر الأجيال.
ويبقى لهذا الحدث طابعه الإنساني الجميل، إذ ينتمي أنس وحسن دهان إلى عائلة أهلاوية عريقة، فوالدهما حسام دهان من أقدم وأشهر مشجعي الأهلي وعضو فاعل في رابطة مشجعي النادي، ليعيش اليوم لحظة فخر تاريخية برؤية ولديه معاً بقميص الوطن.
من مدرجات الحمدانية إلى صفوف المنتخب السوري..
تتجدد قصة الوفاء والانتماء، وتثبت المدرسة الأهلاوية من جديد أنها مهدُ المواهب وأيقونةُ الكرة السورية.