متابعة – لانا الهادي:
في ليلة باريسيّة مُشبعة بالأضواء، حيث تُحبس الأنفاس، وتُسحب الأسماء من الظلال إلى المجد، حدث ينتظره عشاق الكرة لمعرفة المتوج بالكرة الذهبيّة، كان الصوت السوري موجوداً، بتواجد الصحفي السوري عروة قنواتي، حيث يطرق باب التاريخ، حين اختارته رئاسة تحرير مجلة “فرانس فوتبول” ضمن قائمة تضم (100) صحفي فقط حول العالم، ليمثل سوريا في لجنة تحكيم جائزة “الكرة الذهبية للرجال” لعام (2025) نعم، الكرة الذهبيّة، ذلك التاج الكرويّ الذي تهفو إليه قلوب الملايين، ولا يضع لمسته الأخيرة عليه سوى نخبة من “الكهنة الكرويين” – صحفيين مُتخصصين، كلٌ يُمثل بلاده من بين أفضل (100) دولة في تصنيف “فيفا”.
من إذاعة روزنة، حيث بدأ مشواره في حفر اسمه بين الكبار، حتى بات اسمه الآن بين عمالقة الإعلام الرياضي، ظل قنواتي وفياً لحرفه، دقيقاً في لغته، ومخيفاً في حضوره المهني، سبع سنوات من العطاء في برنامجه الأسبوعي “سمعني سبورت”، كانت كافية لأن تضعه تحت المجهر الدولي، لا كمجرد صحفي، بل كصوت يُحسب له الحساب.
اليوم، سوريا ليست مجرد دولة في المرتبة (92) بتصنيف “فيفا”، بل هي رقم له هيبة في خريطة التحكيم الكروي العالمي، والفضل في ذلك يعود لقلم يعرف متى يكتب، وكيف يوقّع، وأين يترك الأثر.
اختيار عروة قنواتي لم يكن صدفة، كان تتويجاً لمسيرة إعلامية حافلة، وإشارة حمراء تُرفع بوجه التهميش أنا هنا، في قلب الشرق الموجوع، هناك صحفي قادر على أن “يرعب” كبار اللعبة بمعرفته، وأن يكون نداً محترماً في المحافل الكبرى، في زمن التزييف، لا يُخترق هذا النادي المغلق من الجوائز بسهولة، إلا إذا كنت تحمل شيئاً نادراً، وعروة قنواتي كان يملك ذلك دائماً.