متابعة – سومر الحنيش:
وصل منتخبنا الأولمبي لكرة القدم إلى العاصمة الطاجيكية دوشانبي، بعد أن أنهى معسكره التحضيري الأخير في الدوحة، استعداداً لانطلاق التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا تحت (23) عاماً، وجاءت القرعة لتضع نسور قاسيون في المجموعة الحادية عشرة إلى جانب منتخبات الفلبين ونيبال والمستضيف طاجيكستان.
ويفتتح نسور قاسيون مشوارهم اليوم الأربعاء بمواجهة الفلبين، في اختبار أول قد يحدد ملامح الطريق، قبل أن يلتقي نيبال السبت القادم، على أن يختتم التصفيات الثلاثاء المقبل بمواجهة قويّة أمام أصحاب الأرض المنتخب الطاجيكي.
توليفة المحليين بالمحترفين..
يدخل الأولمبي هذه التصفيات بقيادة المدرب ماهر بحري، الذي حاول المزج بين لاعبي الدوري المحلي، وبعض المحترفين في الخارج، فقد ضم الحارس مكسيم صراف المحترف في الدوري الأوزبكي، مع تقارير تتحدث عن إمكانية انضمام محمود الأسود من السالمية الكويتي، وجان مصطفى من إنرجي كوتبوس الألماني.
أما على صعيد المحليين، فقد كان نصيب نادي أهلي حلب – بطل الدوري الممتاز – الأكبر بستة لاعبين، فيما حضر الكرامة بثلاثة أسماء أساسية، بينما غابت أسماء نادي حطين بشكل لافت رغم موقعه المتقدم في الدوري.
هذا التنوع في الأسماء، يمنح المنتخب قوة إضافية، لكن التحدي الحقيقي يكمن في إيجاد الانسجام المطلوب داخل المستطيل الأخضر، وتحويل الفردية إلى أداء جماعي، قادر على صنع الفارق.
معنويات مرتفعة..
تبدو تحضيرات المنتخب مثالية نسبياً مقارنةً بالمنافسين، إذ خاض سبع مباريات وديّة خلال الصيف، انتهت بتتويجه ببطولة قيرغيزستان الرباعية، إضافة إلى انتصارات لافتة على قطر وعمان ولبنان، هذه النتائج الإيجابيّة، منحت اللاعبين دفعة معنوية مهمة قبل الدخول في التصفيات.
في المقابل، لم يظهر لنيبال أي استعداد فعلي، في حين سجل منتخب طاجيكستان نتائج متوازنة أمام الهند وقرغيزستان، ما يعني أن منتخبنا يمتلك فرصة كبيرة للتأهل في حال الفوز وتحقيق نتائج ايجابية بالدور الأول.
الواقع والطموح..
يمتلك منتخبنا سجلًا قارياً يؤكد قدراته الحقيقية، فقد سبق أن وصل إلى ربع نهائي كأس آسيا عامي 2013 و2020، قبل أن يغيب عن نسختي 2022 و2024، ومع التراجع الواضح لأندية الدوري في المشاركات الخارجية، يبرز الأولمبي اليوم كواجهة أساسية لتمثيل الكرة السورية وإعادة حضورها على الساحة الآسيوية، خاصة مع امتلاكه مجموعة من المواهب الواعدة واللاعبين القادرين على حمل هذه المسؤولية.
أكثر من مجرد تصفيات
لا تقتصر تطلعات الشارع الرياضي على مجرد انتزاع بطاقة التأهل، بل تتعداها إلى استعادة الثقة المفقودة بين الجمهور ومنتخباته، ففي ظل البنية التحتية المتهالكة والظروف الصعبة التي تعيشها الأندية المحلية، يصبح نجاح المنتخب الأولمبي رسالة أمل حقيقية بأن الكرة السورية قادرة على النهوض مجدداً متى توفرت الرؤية والدعم المطلوبان، كما أن التأهل سيمثل فرصة ذهبية للاعبين الشباب لاكتساب خبرات خارجية، ويفتح أمام بعضهم أبواب الاحتراف، وهو ما سينعكس إيجاباً على المنتخب الأول في الاستحقاقات القادمة.
ختاماً
في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها كرة القدم المحلية، يعلق الشارع الرياضي آمالًا كبيرة على هذا الجيل ليعيد للكرة السورية حضورها القاري، ويمنح الجماهير دفعة ثقة طال انتظارها