متابعة – أنور الجرادات :
حدد الكثيرون من متابعي دوري المحترفين بعد مشاهدة ما أقيم من مباريات خلال ثلاث مراحل ، ستة أسباب رئيسة وراء ضعف دوري المحترفين لكرة القدم بنسخته الحالية، من بينها عدم قيام أندية في إدارة شؤونها بصورة احترافية، وغياب التخطيط السليم في داخلها، إضافة إلى ضعف المستوى الفني للاعبين، خصوصاً اللاعبين المحترفين وتحديدا منهم الوافدين الجدد على الاندية من خارج أبناء النادي والمدربين، وغياب الجمهور عن المدرجات في الكثير من المباريات ، وتأجيل الكثير من المباريات من قبل لجنة المسابقات واستقطاب مدربين عديمي الخبرة والكفاءة، وبعض الأخطاء التحكيمية ، طبعآ غير المقصودة ، لافتين إلى أنه رغم مرور سنوات على تطبيق الاحتراف فإن مستوى الدوري في تراجع بدليل تقهقره إلى مراكز متأخرة في ترتيب مستويات الدوريات الآسيوية وفق التصنيف .
متى المعالجة ؟
وأشاروا إلى أن ضعف الدوري انعكس بصورة سلبية على أداء الفرق والمنتخبات الوطنية في المناسبات الخارجية، مطالبين الاتحاد والأندية بالتحرك لمعالجة السلبيات وأوجه القصور، محذرين من استمرار ضعف الدوري سيضر كثيراً بسمعة الكرة السورية في المحافل الخارجية المختلفة، مطالبين الأندية والاتحاد بالتحرك لمعالجة هذه النقاط ..
وقاد ضعف دورينا إلى إخفاقات كثيرة لفرقنا المحلية في المشاركات الخارجية لاسيما على صعيد الدوري الآسيوي للأندية، حيث ظهرت بمستوى فني باهت وتعرضت لهزائم متكررة .
احترافية ناقصة وعشوائية ارتجالية
هناك أسباب عديدة أدت إلى ضعف مستوى الدوري رغم مرور سنوات على تطبيق الاحتراف، وإن إدارات الاندية تأتي في مقدمة هذه العوامل بسبب عدم قيامها بمسؤولياتها في إدارة شؤون النادي بصورة احترافية، والتعامل مع أمور الفريق بصورة عشوائية وارتجالية بعيداً عن التخطيط المدروس، حيث تقوم بعملية تبديل اللاعبين والمدربين بعيداً عن المعايير الفنية، فضلا عن أن إدارات هذه الأندية تترك الأمور كلها بيد المدرب يتصرف كما يشاء، بجانب غياب عملية الرقابة ، والمحاسبة داخل النادي ..
وهناك أيضآ أسباب أخرى تتمثل في غياب مفهوم الاحتراف في صفوف اللاعبين المحترفين ، إضافة لضعف مستوى عدد كبير من اللاعبين الوافدين ، رغم استقطابهم بمبالغ مالية كبيرة.
غياب غير مبرر !
إن غياب الجمهور عن المدرجات في بعض مباربات الدوري يعد كذلك من أبرز العوامل التي تتسبب في ضعف المستوى الفني، لأن الجمهور يطور مستوى اللاعبين لأن الجمهور الذي يبحث عن المتعة الكروية له مبرراته في عدم الوجود بالمدرجات، نظراً لغياب المتعة والإثارة عن دورينا، وأسباب أخرى يعرفها الجميع..
وإن هناك أسباب أخرى مهمة ساهمت في ضعف المستوى الفني من بينها عدم استقطاب مدربين أكفاء، والتأجيل الكثير من المباريات في الدوري، ما ينعكس ذلك بصورة سلبية على مستوى المنتخبات الوطنية والفرق المحلية بشكل عام، وهذا يتطلب بضرورة تغيير جذري في منظومة الاحتراف ، ورأى البعض أن مستوى الدوري المحترف كان في السابق الأفضل فنياً قبل أن يتحول إلى الاحتراف.
انعدام الاحتراف
واتفق البعض مع ما ذهب إليه كثيرون وخاصة منهم العارفين بباطن الأمور بأن الكثير من الأمور أدت إلى تراجع وضعف المستوى الفني لدورينا، من بينها عدم الاختيار الصحيح للاعبين سواء كانوا محاليين أم وافدين ، إضافة إلى عدم الاستقرار ، والتغييرات المستمرة على صعيد المدربين، فضلاً عن غياب المعايير ومنظومة الاحتراف في الأندية والتأجيلات المستمرة لبعض المباريات من قبل اتحاد الكرة التي وصفها (بالمضرة) بالنسبة لمستوى اللاعبين والدوري.
ودعا البعض إلى الاهتمام بمدارس كرة القدم في صفوفها من أجل بناء جيل جديد من اللاعبين قادر على تطوير المستوى الفني، مؤكدين ، أنه في حال تغيير منظومة الاحتراف الحالية من كل الجوانب فإن مستوى الدوري سيظل في تراجع مستمر.
وشدد البعض على ضرورة ضــخ دمـاء جديدة من اللاعبين في صفوف الفرق، لأن عدداً كبيراً من اللاعبين الحاليين في الدوري استهلكوا، ولم يقدم بعضهم الاضافة المطلوبة سواء لفرقهم أو على صعيد المسابقة بشكل عام.
تراجع مخيف …
وأرجع البعض أسباب تراجع دورينا إلى ضعف المستوى الفني للاعبين، خصوصاً المحترفين الوافدين ، وعدم وجود مدربين على مستوى عال من الكفاءة والخبرة في مجال التدريب، وإسناد قيادة الأندية المحترفة إلى بعض الإدارات غير المحترفة في مجال الإدارة الرياضية ، بجانب التأجيلات الكثيرة للدوري، والأخطاء التحكيمية ، وغياب الجمهور عن المدرجات، واصفين تراجع مستوى الدوري بالمخيف.
ويجب ألا نغفل عن حقيقة مهمة وهي كثرة الأخطاء التحكيمية في دورينا، ما ينعكس ذلك بصورة سلبية على المستوى بصورة عامة، كما أنني أعتقد أن مستوى الإعلام الرياضي المحلي أقوى من مستوى الدوري، وهذه حقيقية.
الدوري المتواضع!
ووصف بعض المتابعين المستوى الفني للدوري بالمتواضع جداً، لافتين إلى أن هناك جملة من الأسباب في تقديرهم أدت إلى تدني مستوى الدوري، من بينها ضعف مستوى اللاعبين المحترفين ، وعدم استقطاب مدربين مميزين وابتعاد الجمهور عن المدرجات، وعدم وجود التخطيط السليم في الأندية.
واعتبروا أن بعض الأندية أسهمت في هذا التراجع من خلال استجلابها مدربين لا يملكون الخبرة وليس لديهم ما يقدمونه، ويأتون فقط كي يضحكوا على هذه الأندية التي تضع كل شيء بأيديهم، وشن كثيرون هجوماً عنيفاً على معظم المدربين الذين يقودون فرق دوري المحترفين ، مؤكدين أنهم لم يأتوا لتطوير المستوى الفني ، وإنما (للضحك) على مجالس إدارات الأندية من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية فقط ، وكسب الأموال دون أن يقدموا أي شيء، معتبرين أن الإحصائية الخاصة بإقالة وتغيير المدربين تتحدث عن نفسها ، مع أهمية معالجة النقاط السلبية في دورينا من كل الجوانب.