الموقف الرياضي – مهند الحسني:
يبدو أن عملية البحث في أسباب التراجع الغارقة بها السلة السورية يشبه كثيراً شبكة الصياد، التي كلما زدت فيها البحث ازداد تورطك بها أكثر ، بعيداً عن التفاصيل الفنية ، ووقائع الفوز و الخسارة هنا و هناك، وإعداد المنتخبات الوطنية، وطريقة عمل الأندية التي أثبتت بالدليل القاطع أنها مازالت أندية هاوية لا تمت للاحتراف بصلة، حلمنا بدخول الاحتراف على سلتنا والحمد لله تحقق، لكن ماذا فعل فينا هذا الاحتراف ؟ أعطونا نادياً واحداً لم تثقله الأعباء المالية، اذكروا اسم لاعب لم يعلن (حرده) في ناديه بسبب فهمه الخاطئ للاحتراف، أشيروا لنا على فريق حافظ على مستواه لموسمين متتاليين بعد دخول الاحتراف ! لنتعرف أننا نفتقد للنضج السلوي، وبأننا لم نتخلص من أميتنا السلوية، وبأن العديد من عناصر اللعبة يفتقد لأبجديات اللعبة.
وقائع احترافية …
لا نغالي كثيراً إذا قلنا بأن الأحداث الدراماتيكية تجبرنا وتفاصيل يوميات سلتنا الوطنية في جميع شجونها ، على تجديد مقولة : إن خياط ثوب الاحتراف لم يكن معلماً، فهو أجبرنا على ارتداء الثوب الفضفاض بمقاسات كبيرة، أكثر من خمس عشرة عاماً على دخول الاحتراف لأجواء سلتنا، وما زلنا نسير بخطوات عرجاء، وغير واضحة، وإذا كان انتقال لاعبنا إلى العيش في بحبوحة مادية هو أبرز إيجابيات هذا الاحتراف، إلا أن المردود المرجو من هذا الاحتراف على الصعيد الفني لم يتحقق ! فالمستوى بقي هو هو مثله مثل أيام الهواية، فبدلاً من أن يكون الاحتراف بمثابة طوق النجاة لسلتنا الوطنية، بات يشكل في ظل المفهوم الخاطئ له العقدة التي كبلتنا ، وأرجعت سلتنا إلى الوراء، وها هو الاحتراف الخاطئ يعصف بأمور سلتنا، رغم كل الاجتهادات التي طرأت على اللعبة وخاصة الدوري، لتظهر مشكلة جديدة تعكر صفو الدوري، ويكون في مقدمتها نادي الحرية الذي عاد لنقطة الصفر بعد البداية الجيدة التي بدأها الفريق هذا الموسم، لكن الإمكانات المادية وشحها في خزينة النادي فعلت فعلتها ، وساهمت في غياب القسري للاعبين الأجانب بسبب الضاقة المالية ، ما أدى إلى غياب مدرب الفريق عن متابعة مهامه ، إضافة لعزوف بعض اللاعبين الكبار نتيجة عدم تسديد مستحقاتهم المالية، وهذا من شأنه أن يؤثر على نتائج الفريق وسيضعه في المنطقة الخطرة ساعياً للهروب من شبح الهبوط ، بعد أن فرضت الظروف المادية نفسها بقوة، وبات على الفريق المشاركة بتشكيلة محلية خالية من اللاعبين المحترفين، وبالتالي سينعكس هذا سلباً على مستوى الدوري وحرارة المنافسة فيه، بعدما لمسنا أجواء تنافسية قوية منذ بداية الدوري.
خلاصة
أيها السادة إذا كنا نريد كرة سلة سورية متطورة فلهذا الأمر شروط كثيرة يجب توفرها، وإن كنا نريد كرة سلة تحبو دون أن تستطيع أن تمشي، فأعتقد أن الوضع الحالي قادر على إيصالها لحد لهاوية أيضاً !