الموقف الرياضي – مهند الحسني :
حقق منتخبنا الوطني للناشئات تحت 14 عاماً لقب بطولة غرب آسيا التي اختتمت في العاصمة اللبنانية بيروت، بعد فوزه في المباراة النهائية على نظيره اللبناني بواقع 49-38 بعد مباراة قوية قدم منتخبنا أداء جيداً واستحق اللقب عن جدارة واستحقاق، وظهرت لاعباتنا بأداء متطور من مباراة لأخرى، كما حقق منتخبنا للأشبال تحت 14 سنة مركز الوصيف في البطولة ذاتها بعد أن خسر المباراة النهائية أمام منتخب لبنان 45-72.
مرحلة جديدة
يبدو أن سلتنا الناعمة قد مرت عليها ظروف صعبة في السنوات الماضية ساهمت في تراجعها على صعيد النتائج الرقمية، غير أن عمل الاتحاد واهتمامه بمفاصل اللعبة كانت ثماره يانعة ، وكشفت في الفترة الأخيرة عن خامات ومواهب كثيرة أثبت قدرتها على العطاء، بعد أن لمست اللعبة رعاية واهتماماً كبيرين، لا بل شهدت في عهده الكثير من التطور وربما الاتحاد استفاد من تجارب الاتحادات السابقة التي عملت واجتهدت حسب الإمكانات المادية المتاحة لها في الفترات السابقة.
شعارات وأقوال!
وعلى الرغم من التطبيل والتزمير اللذين مارستهما الاتحادات المتعاقبة على اللعبة للتباهي بإنجازاتها التي كان يعتبرها خارقة وفريدة واستثنائية، فإنه من المؤكد أن هذه الاتحادات لم تتطلع أو تجر نظرة شاملة على مستويات فرق السيدات منذ أن بدأت البلاد دخول مرحلة التعافي بعد الأزمة التي عصفت بها ، والتي ساهمت بتشكيل انحدار تاريخي للسلة الأنثوية بعد أن ظهرت المباريات الطابقية في دورينا وباتت علامة مميزة، وإن كانت بعض أندية الشهباء تعتبر كقطرة المعقم الوحيدة للعبة، إلا أنها باتت أشبه بحالة استثنائية في الظرف العام التي تمر فيه السلة الأنثوية، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل ازدادت المشكلة تعقيداً بعدما أهملت اللعبة في بعض الأندية وألغيت في أندية أخرى من دون أن يحرك أحد ساكناً أو يهب لنجدتها ما جعل اللعبة تغرد خارج التغطية في بعض الأندية دون رجعة.
مسؤولية كبيرة
فوزنا بلقب غرب آسيا شيء جميل والوقوف على منصات التتويج وعزف النشيد الوطني السوري شيء أجمل ، وهذا من شأنه أن يضع القائمين على السلة الأنثوية أمام مسؤولية كبيرة وهي الحفاظ على هذا المنتخب الذي بدا بلاعباته يبشر بجيل سلوي مشرق، لذلك لابد من العمل على وضع خطة إعداد حقيقية لهذا المنتخب والمحافظة عليه، وفتح باب المشاركات أمامه بغض النظر عن نتائجه بالمرحلة الحالية لأنه سيكون بمنزلة اللبنة الأساسية لبناء منتخب للمستقبل، ولا أعتقد أن اتحاد السلة الحالي غير قادر على ذلك، فالإمكانات المادية متاحة ومتوافرة ويمتلك كوكبة من الخبرات الوطنية، وما عليه سوى البدء في خطة الإعداد ورغم صعوبة المهمة غير أنها باتت ضرورية ولابد منها.
والسؤال هنا فهل ستشهد سلتنا الناعمة بعد هذا الانجاز تحركاً كبيراً واهتماماً لدى القائمين عليها باتحاد السلة؟ أم ستبقى الشعارات الرنانة والوعود الواهية عناوين مهمة للمرحلة القادمة في مفاصل اللعبة.