وقفة.. من الكأس الآسيوية

تابعنا جميعاً ما مضى من مباريات كأس الأمم الآسيوية بكرة القدم، تابعناها بالبداية كمشاركين، حيث منتخبنا كان أحد المتأهلين والمتنافسين في مجموعته،


ثم تابعناها كمتفرجين لأن منتخبنا لم يستطع أن يفعل شيئاً في هذا الحدث القاري الذي يقام كل 4 سنوات، كل ما خبأه تمثل في إحباطات، وينطبق عليه القول (وكأنك أبا زيد ماغزيت) أي إنه أضاع الكثير من بريقه الذي جناه في تصفيات المونديال وأضاع الكثير من محبة جمهوره وأضاع الكثير من مكانته في القارة الآسيوية، حيث كان يحسب له ألف حساب وخرج مهزوماً ومن أضيق الأبواب، وإذا نظرنا في مفردات أخرى في هذه المسابقة، فنجد أن الميزان العربي في كرة القدم لا يفرق كثيراً عنا نحن، خرجنا من الدور الأول لكن با ستثناء منتخبين، الأول قطر ولأنه لعب مع فريق عربي مثله وهو العراق وقد يكون مصيره مثل مصير البقية لو لعب مع فريق ليس عربياً، والفريق الثاني وهو منتخب الإمارات المضيف، وهذا المنتخب يتم سحبه إلى الأعلى، فقد وضع في مجموعة ضعيفة أولاً كي يتأهل وحين لعب مع فريق قيرغيزستان فعل حكم المباراة العجب العجاب كي يفوز، وهذا ما حصل، ما يعني أن المنتخبات العربية التي شاركت في النهائيات الآسيوية كلها في الهم سواء وقد ظهرت بمستويات لا تحسد عليها وبنتائج لا ترقى لما تصرفه من أموال وإعلام يخص كرة القدم حصراً.‏


كل مرة في النهائيات الآسيوية يستقوي العرب على بعضهم وحين تتضح الصورة وتبدو المنتخبات العربية غير مؤهلة لأن تقول كلمة أو تترك بصمة وحين نقول إن الإمارات ساعدها التحكيم فإننا نشير إلى المنتخب القطري ايضا المتأهل للدور الثالث ففي صفوفه أكثر من ثلاثة أرباع اللاعبين الأساسيين من المجنسين، مما يعني أن ما أشرنا إليه هو عين الصواب، وأنه الصحيح، فلو سألنا مثلاً فسوف نجد الإجابة سهلة وبسيطة الدول العربية في ميدان رياضة كرة القدم أو غيرها من الميادين ليست لديها استراتيجيات بعيدة المدى وهي ليست على كفاءة من البناء من نفس طويل وعلى أسس علمية وكل ما نفعله في كرة القدم شيء يشبه الاحتراف، وحين ننتقي منتخباتنا فإننا ننتقيها من مئة أو مئتي لاعب فقط، في حين لو نظرنا إلى الدول الأوروبية ودول أمريكا اللاتينية فنجد أنها تنتقي منتخباتها من قاعدة كبيرة وأعداد وفيرة من اللاعبين قد تصل في عددها الى مليونين أو أكثر و تلك الدول لها سياسة خاصة في بناء اللعبة ورعايتها ونشرها وبنائها، في حين نحن بالدول العربية نبني وفق ردود فعل ونعمر باللحظة ذاتها وتخطيطنا لا يتعدى المناسبة فقط، أي إننا نبني منتخبات للمناسبات وليست منتخبات لها جذور ولها أصول ولها قواعد ولها بداية وليست في كل حين لكنها سرعان ما تنطفئ وتتلاشى وتخرج من الساحات ليبدأ القيل والقال والعتب وعزف المواويل وتحميل المسؤولية الى هذا الجانب أو هذا الطرف متناسين أننا نعمل بلا هدى ونبني بلا أفكار ونؤلف دون علم، فكيف لنا ونحن نسير ونغرق في الجهل أن نصنع فرقاً ومنتخبات وكيف لنا أن نفوز ونحن لا نتقن صناعة المنتخبات وبناءها إلا كما يتقن العاشق حين يخاطب معشوقته ولا يعرف في لغة الخطابة إلا كلمة وحشتيني.‏

المزيد..