أصبحت مسيرة لعبة كرة السلة في بلدنا بحاجة إلى قراءة جديدة، لقد أصابها الوهن وتعبت حين أدخلنا إلى جسدها مقترحات واجتهادات وبنوداً وقرارات،
فبدل أن تتحسن تراجعت؟ وبدل أن تتقدم راوحت ! فكل دول الجوار سبقتنا أشواطاً عديدة، ونحن الذين كنا علامة فارقة في كرة السلة العربية، ليس ذلك وحسب بل إن مهرجانات بكرة السلة كانت تقام في أرضنا وكان لنا شأن وأي شأن في البطولات العربية، ومن يبارينا يحسب لنا آلاف الحسابات.
وعلى صعيد الأندية لم يكن رجالنا وأنديتنا أقل شأناً بل لنا في البطولات العربية بصمات ولنا في البطولات الآسيوية جولات، وكلنا يذكر كيف أن نادي الوحدة فاز ببطولة آسيا وكل ما كنا نفعله في ذلك الوقت أننا كنا واقعيين بطروحاتنا ومنطقيين في الحرص على لعبتنا، لم نأتِ بأفكار من خارج الحدود، بل تعاملنا ببساطة مع الواقع، وسرنا في الدرب كما يجب، فنلنا من الشهرة الكثير وحصدنا من ألقاب اللعبة ما نحسد عليه، وبعد هذه السنوات الطوال نضرب على الأرض بكفنا فلا نجد إلا الغبار.
منتخبنا الأول لكرة السلة وهو عنوان اللعبة ودليلها ومقياس تطورها أخفق إخفاقات كبيرة وكبيرة جداً في طريقه عبر التصفيات اﻵسيوية للوصول إلى نهائيات كأس العالم، لا نقول هذا الكلام لأننا خسرنا عديد المباريات بل لأننا كنا نخسر بفوارق لا تحتمل وكأننا نحبو وغيرنا يسير أو ينطلق بأسرع من الصوت، لن نحمّل أحداً المسؤوليات، مع أننا نستطيع ذلك لكننا سنقول: القيادة الرياضية منحت اللعبة دعماً مادياً ومعنوياً لا يمكن أن ينكر.
رياضتنا تعيش ظروفاً صعبة ومع ذلك نالت كرة السلة من الود والحب جوانب مرتفعة لكن النتائج لم تكن كما تشتهي سفن رياضتنا ولذلك يمكن القول: لقد تمت تلبية متطلبات اتحاد اللعبة في حدودها العليا من الممكن، مدربها أجنبي وحين طلب المجنس تمت تلبية الطلب والمعسكرات الداخلية أقيمت وغير الداخلية نفذت والنتائج لا يمكن أن تحتمل وعليه لابد من قراءة جديدة في ألبوم كرة السلة السورية، فإن لم نستطع البناء و لا يمكن أن نصل إلى متطلباته والسبل المؤدية إلى نجاحه فلا بأس أن نستأنس بما سلكه القائمون على اللعبة في دول الجوار وأبعد قليلاً في دول غرب آسيا، فعسى أن يكون لدينا شمعة جديدة مضيئة بدل أن نبقى نلعن الظلام.
عبيــر علــيa.bir alee @gmail.com