صدق من قال إن كرة القدم «مالئة الدنيا وشاغلة الناس» ليس عندنا فقط بل في كل أرجاء المعمورة، من أجلها كل شيء يهون ومن أجل الفوز بنتائج مبارياتها تسعى الاتحادات الوطنية لتقديم كل مايلزم من أجل ذلك.
هي لها لغة خاصة يفهمها كل الناس على اختلاف لغاتهم ولهجاتهم، ولأنها كذلك عشقها الصغير والكبير والذكور والإناث من مختلف الأعمار.
يوم الثلاثاء الفائت كان آخر محطات التنافس في مجموعتنا الآسيوية للوصول إلى كأس العالم لكرة القدم وكان منتخبنا مرشحاً لذلك بمرافقة المنتخب الإيراني الذي استضاف منتخبنا على أرضه وبين جماهيره وسبق له أن تأهل باكرا إلى نهائيات كأس العالم التي ستقام في روسيا العام القادم.
منتخبنا الأول لكرة القدم فتح الآمال في كل الاتجاهات، فقد تغلب على المنتخب القطري في مبارة ستبقى للذكرى حيث وضع حداً لهيمنة قطرية على مباريات استمرت طويلاً بيننا وبينهم لسنوات خلت ولأن الأمل أصبح ممكناً ولأن منتخبنا اقترب كثيرا إلى الحدود الروسية فقط كان الفرح الوطني قبل ساعات من اللقاء، فقد هرعت الجماهير في كل المحافظات إلى المدن الرياضية والأندية والساحات والحدائق وقد وضعت في هذه المناطق شاشات كبيرة لعرض المباراة على هذه الجماهير وفي نقل مباشر وبدأ المهرجان مع صافرة الحكم واستمرت المباراة ساعة ونصف عاشت فيها جماهيرنا وتفاعلت مع أحداثها، ففرحت أولا بالتأهل إلى روسيا حين سجلنا الهدف الأول وزال قسم من الفرح حين أدرك الإيرانيون التعادل، وجاءت الغصة بعد أن تقدموا علينا، واستمرت الغصة حتى آخر دقيقة في المباراة، ولكن عدالة السماء أنصفتنا فإذا بنا نسجل هدف التعادل الذي أخرج الجماهير التي حبست أنفاسها إلى دائرة فرح غير مسبوق، فعلت الأصوات هاتفة للوطن وعادت الأعلام ترتفع من جديد وحلقات الدبكة وأطلقت الأغاني العنان، لقد جدد منتخبنا الأمل بالتعادل وبه احتل المركز الثالث في مجموعته وهذا يعني أنه مستمر بالساحة في الملحق الآسيوي وأن الآمال مازالت مشروعة والحلم مازال قائماً.
أمامنا فرصة ثمينة وغالية كي ندرك ما فاتنا ونحصل على بطاقة تأهل إلى أكبر تجمع عالمي بكرة القدم يقام كل أربع سنوات . هي فرحة مابعدها فرحة، فرحة شعب يحب الحياة ويهوى الانتصار، حيث زحفت الآلاف إلى مطار دمشق الدولي يستقبلون نسور قاسيون العائدين إلى الوطن ليحتفلوا بهم، وكان الرد سريعا بتكريم أبطال كرتنا مساء الأربعاء في مبنى الاتحاد الرياضي، تم تكريم اعضاء المنتخب وأجهزته الإدارية والفنية بما يستحقون وبما يليق بهم وبما قدموا من حالات فرح لشعب يهوى الفرح والحياة والانتصار .
الملحق الآسيوي قادم ومنتخبنا مطالب بأن يبقى في دائرة الضوء وجمهورنا مطالب بأن يكون خلف هذا المنتخب الأمل ولكل مجتهد نصيب.
عبير علي