وبعد..كلام في الهواء والواقع
رغم كل المحاولات لوضع الفئات العمرية في دائرة الاهتمام ودعمها من قبل العديد من الجهات الرياضية باعتبار أنها أساس بناء أي رياضة خصوصاً كرة اليد وغيرها من الألعاب،
ورغم كل الاجتماعات التي تصب في هذه الخانة، لا تزال كل أقلام المطالبة بذلك بلا حبر وكل الكلام مجرد كلام ، لكن ليعلم من يريد أن يعرف، بأن الفئات العمرية ضرورة حتمية لكل نادٍ رياضي في ظل الظروف الحالية، وتطورالرياضة مرهون بوجود دوري معتمد، وبحاجة لوجوه قادرة على مواكبة التطور، بحيث يكون اللاعب قادراً على تطبيق ما أحيل إليه من واجبات، والظهور بمستوى جيد، كل ذلك بحاجة لتدرج مناسب في عالم كرة اليد، لذلك يجب على الأندية أن تهتم كثيراً في تلك الفئات بعد أن كان اهتمامها منصباً ومركزاً بشكل مبالغ فيه على الفريق الأول المصنف، فجاءت لحظة كشف الحقائق والخلل في تلك الأندية، فرأينا حالات التعزيز المبالغ فيها والتي لا تنم إلا عن ضعف إداري وعدم الاهتمام بالفئات الأخرى في النادي، فانكشف المستور في وقت لا تعترف كرة اليد بعالم المجاملات والمصالح الخاصة .
والسؤال: لماذا توقف الدوري لهذه الفئات لأكثر من خمس سنوات؟
ويبقى السؤال:هل اتحادنا يقوم بدوره كما يجب بالنسبة لهذه الفئات العمرية ؟ الدوري يجب أن يكون مدروساً بشكل علمي لا كما يحصل لبعض الفئات التي يكون فيها الدوري على مدار شهر وربما أقل، وباقي أشهر العام في سبات ونوم، وبالتالي فكرة اليد بحاجة للممارسة المستمرة، لهذا على الاتحاد أن يولي الاهتمام لتلك الفئات والمشاركة الدولية في البطولات المخصصة وهذا ما أكد عليه العميد عبد الكريم الراعي رئيس اتحاد اللعبة بضرورة الاهتمام بالفئات العمرية، كما يجب أن يكون في أجندته دوري مخصص لتلك الفئات على مدار العام وبمساعدة الأندية في تنظيم بطولات ما بين الحين والآخر وعلى الأندية أن تضع مدربين أكفاء وأن يكون اهتمام الأندية بشكل جدي كي يشعروا لاعبي تلك الفئات بوجود اهتمام بهم، وأن يكون اختيار اللاعبين بشكل سليم بعيداً عن المحسوبيات، كل ذلك بقي كلاماً بكلام يطلق بالهواء، ونتيجة منتخبنا الشاب في البطولة الآسيوية خير دليل على ذلك؟
فلنعمل على تقديم وتوفير جميع الإمكانيات لذلك الجيل وتلك الفئات، حيث أصبحت الضرورة حتمية والعلاقة متبادلة ما بين الاتحاد والنادي في ضرورة وجود مثل تلك الفئات، لكن بكل أسف هذا هو الغائب اليوم عن واقع كرة اليد.
مالك صقر