واقع الكرة الطائرة اليوم..ضعــف وفشــل مســـتمر.. والاتحاد الرياضي يقف متفرجاً!

تحقيق – علي الزوباري: على الرغم من مضي أكثر من عشر سنوات على انتهاء دورة التضامن الإسلامي التي استضافتها السعودية في عام 2002 والخسارة التي مني بها منتخبنا الوطني لكرة الطائرة

fiogf49gjkf0d


وجاء ترتيبه بالمركز السابع، إلا أن آثار الصدمة قد تم تجاهلها ولم يتم التوقف عندها بهدف دراسة سبب خسارة الفريق آنذاك من قبل اتحاد اللعبة السابق، هذا ما اتضح لنا بعد المشاركة الثانية لطائرتنا عن طريق ناديي الشرطة والجيش في بطولة الأندية العربية بفئة الرجال التي استضافتها سورية في دمشق عام 2005 حيث تكرر المشهد ومني فريقا الشرطة والجيش بالخسارة ولم يقدما المستوى الذي ظهرت به الأندية العربية. وهكذا استمرت مشاهد الفريقين في الدورة العربية بالإمارات العربية المتحدة/ لنادي الشرطة/ وفي اللقاءات الودية التي جمعت فريق نادي الجيش مع نادي الجيش اللبناني وبعض الأندية اللبنانية الأخرى.. وبالتالي إن الفوز الذي حققه منتخبنا في دورة دول الجوار التي جمعت/ سورية ولبنان والعراق وفلسطين/ على العراق وفلسطين لم يزيد من رصيد طائرتنا عربياً ودولياً وظل رصيدها لا شيء للأسف وهذا لن نعتبره المعيار الحقيقي للمستوى الذي ستظهر طائرتنا في الأيام والأسابيع القادمة إن حصل وشاركت وسنعتبر مشاركتها بداية الطريق في طائرتنا ولن يبقى لاعب الكرة الطائرة سنين طويلة ينتظر ليلعب مباراة دولية واحدة في السنة.‏



لا نعلم إن كان الاتحاد الرياضي العام غافلاً عما يحري في الكرة الطائرة ويقف متفرجاً أو أنه يعلم ولكنه لا يريد أن يتدخل لكي لا نعتبره شريكاً أو لأن اهتمامه كما يبدو ينصب على الألعاب الأخرى التي تجلب له الشهرة والنفوذ وهنا الطامة الكبرى!!‏


أندية بقيت وأندية غادرت‏


ولم يقتصر هذا الحراك السلبي على المنتخبات في الكرة الطائرة لا بل أخذت الكرة الطائرة تغيب عن أندية كنا نعتبرها سابقاً من الأندية المتقدمة والمتفوقة بهذه اللعبة واليوم بتنا نشهد غيابها التام عن الصالات ومن الجنسين مثلاً قبل العام 2000 كانت محافظة حمص من المحافظات التي تستقطب أكبر عدد من اللاعبات على مستوى الجمهورية / نادي محردة/ وبعد ذلك اقتصرت مشاركاتها على البطولات المدرسية وخجلاً كانت اللجنة الفنية بهذه المحافظة تحضر مؤتمرات اللعبة وكذلك الأمر في محافظة القنيطرة حيث كان نادي النصر من الأندية المجتهدة وظل لفترة طويلة ليست بعيدة بالدرجة الأولى وقبل عامين غادرت اللعبة النادي لسبب اجتهادات إدارة هذا النادي التي رأت أن وجود اللعبة من عدمها واحد. وفي درعا ظل الشعلة ولفترة طويلة في عداد الأندية الكبيرة وفجأة انقطعت أخباره ليعود مرة ثانية قبل الأزمة متسلحاً بلاعبين من الصف الأول في كرة الطائرة وكانت عودته لا بجهود النادي وفرع الاتحاد الرياضي العام في المحافظة وإنما كانت نتيجة جهود فردية لبعض المحبين لهذه اللعبة..‏



مسالمة وسويدان…. أما عن ريف دمشق لا تزال هناك أندية ملتزمة ومحبة لهذه اللعبة إن كان ذلك في نادي دير عطية أو يبرود على الرغم من الضائقة المالية التي عصفت بهذه الأندية مازالا مستمرين بنشاطهما بينما نادي حينة لم يصمد طويلاً على الرغم من وجود الكثير من اللاعبات المميزات بهذا النادي ولكن هذا لا يكفي بدون الدعم المالي والمعنوي وللأسف هذا غير موجود ونسأل أندية الوحدة وتشرين والاتحاد الاحتفاظ باللعبة والتمسك بها لا لشيء وإنما حفاظاً على اللاعب بهذه الأندية وإذا كان المكتب التنفيذي ينتظر أن تحقق الكرة الطائرة قفزة نوعية فإنه سينتظر كثيراً لأن المئات من اللاعبين واللاعبات في الطائرة وكذلك العشرات من الفرق والأندية انتظروه لتغيير قراره ولكن لن يفعل … وحول ما ذكرناه آنفاً توجهنا بالسؤال إلى السيد حكمت نعمة أمين سر الاتحاد سابقاً ربما نصل إلى أسباب هذا التغاضي المستمر من قبل الاتحادات المتعاقبة على إدارة اللعبة فنياً وإدارياً فماذا قال:‏


أي ارتقاء بالمستوى الفني والإداري وتحسين الأداء في أي لعبة إن كانت جماعية أو فردية يحتاج قبل كل شيء إلى تضافر الجهود في المؤسسات الرياضية لانجاح هذه العملية بدءاً من العمل بالمراكز التدريبية القاعدية الموجودة في كافة المحافظات وإيلاء اهتمام إدارات الأندية باللعبة عن طريق الدعم المادي والمعنوي والإداري وأيضاً افتتاح تجمعات للمنتخبات الوطنية للناشئين والشباب والناشئات لأنهم الأوفر حظاً لبناء مستقبل زاهر لهذه اللعبة في المحافظات والأماكن التي تمارس بها بشكل كبير لأنه من خلالها نصل إلى تشكيل قاعدة أساسية تكون منطلقاً لبناء المنتخبات الوطنية في المستوى العالي ومن ثم تكون الفرصة مؤاتية لإقامة بطولات محلية فيما بينها وبطولات اقليمية مع الدول المجاورة والأكثر تعاوناً على الصعيد الرياضي وشدد نعمة قائلاً: إن الوصول إلى المستوى الفني الجيد القادر على المنافسة وتحقيق النتائج يتطلب بالإضافة لاتخاذ الخطوات السابقة أن يبذل قصارى جهده لإقناع القيادة الرياضية بأهمية دعم الكرة الطائرة بعد تقديم اللاعبين المميرين أصحاب الكفاءات العالية والخبرات الكبيرة وهذا موجود وبشكل كبير في الأندية السورية ولا ننكر دور الأندية واللجان الفنية الفرعية لا يقل أهمية عن عمل الاتحاد وإنه مكمل له ويأتي دور الاتحاد في الآخر في صقل هذه المواهب وتشكيل منتخبات وطنية في المستوى العالي وإن تحقق ذلك يكون الاتحاد قد أكمل الدور المنوط به.‏



الطائرة موجودة‏


ولكن قرارها غائب‏


وحول دور اتحاد اللعبة في تحسن المستوى والأداء في الكرة الطائرة كررنا السؤال على الحكم الدولي بيبرد حاج حسن وكانت أجابته بما يلي: لسنا مع الذين يدعون أن الكرة الطائرة قد توقفت بعد أن تم حشد الدعم اللوجستي والمادي والمعنوي والإداري في دورة البحر الأبيض المتوسط إنها مستمرة ولكن أن تقول إن هذا الدعم قد انقطع وانحصر على دعم الدوري العام وفصل الفئات وتصنيف الأندية هذا كان جل اهتمام اللاتحادات المتعاقبة على إدارة الاتحاد ومنذ ذلك التاريخ وبالتالي أصبح الاستقلال المالي والإداري لاتحاد الطائرة والاتحادات الأخرى هو الحل الأمثل في رياضتنا خاصة وإن هذه اللعبة وغيرها من الألعاب الهاوية لا تخضع لدعم الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية وإن وجد ذلك فهو قليل جداً ولا يلبي الطموح في الكرة الطائرة لأن الرعاية تحتاج إلى الكثير من المال وهذا لا أحد يستطيع تأمينه إلا الدولة عن طريق المؤسسات الرياضية التي تعرف تماماً كيف تتعامل مع المنتخبات الوطنية وتديرها بالشكل الأمثل وإن حصل ذلك وتم دعم ورعاية المنتخبات الوطنية سنتوصل إلى ولادة طبيعية لهذه المنتخبات وبدون ذلك يبقى مخاض الكرة الطائرة صعباً جداً وسيجد اللاعب نفسه في أول الطريق وليس في أخرها.‏


الاتحادات السابقة انحصر‏


اهتمامها بنفسها لا..‏


بلال الأسود لاعب منتخبنا الوطني ولاعب فريق الوحدة سابقاً: الاتحادات التي توالت على قيادة اللعبة سابقاً قصرت كثيراً بحق لاعب الكرة الطائرة ولعب دوراً كبيراً في تهميشه وهذا كان السبب الرئيسي في تراجع اللعبة ودائماً كانت تنحاز إلى القبول بالأمر الواقع أياً كانت النتيجة التي تقع على كرة الطائرة وهذا ما تكرر خلال السنوات الماضية من عمر اللعبة وكانت تقدم نفس الحجج وتلقي بها على المكتب التنفيذي في الاتحاد الرياضي العام وهي لا تملك القرار الرياضي وإن المكتب التنفيذي المختص بالألعاب الجماعية في الاتحاد الرياضي العام لم يكن أفضل منها حيث كان يلعب نفس الدور وهكذا بقي جو الكرة الطائرة سديمياً باستمرار وفي اتحاد اللعبة والأندية التي تعتبر نفسها راعية للرياضية السورية ومنها الطائرة.‏


مشهد الطائرة سيتغير‏


خلال المرحلة القادمة‏


اتحاد اللعبة الحالي وعلى لسان أمين السر ورئيس الاتحاد العميد بسام حميدان: المشهد الضبابي في الكرة الطائرة سيتغير حتماً خلال المرحلة القادمة وسيكون هناك بهمة وتعاون الجميع من داخل الاتحاد وخارجه صورة مغايرة للمرحلة الماضية حيث سيتم التركيز على القواعد من خلال إقامة المراكز التدريبية وتفعيل دور التجمعات الوطنية في الأماكن التي تحضى بانتشار اللعبة/ الساحل- حماة- دمشق/ وسيكون جدول الأعمال من اليوم فصاعداً تهيئة الظروف التي تساعد على تطوير اللعبة تساهم بشكل كبير بدعم المنتخبات الوطنية من خلال تأمين الاحتكاك المستمر حتى تصل إلى المستوى الجيد بالكرة الطائرة وقال شريط أمين سر اتحاد اللعبة أن الجولات المكوكية والاجتماعات المتكررة في الأسابيع الماضية مع المكتب التنفيذي كانت مثمرة حيث توصلنا إلى اتفاق مبدئي بدعم الخطة السنوية وتنفيذها ولكن هذا يحتاج إلى وقت طويل وعن استمرار هذه الموافقة بما يتوافق مع خطة الاتحاد ودعمها بشكل مستمر عاد وأكد شريط إن المكتب التنفيذي الحالي جاد في دعم اللعبة وتقديم كافة الوسائل التي تسعى إلى تطويرها والارتقاء بها ولا نعلم إن كان شيطان التفاصيل مازال يقبع بينها وينتظر تنفيذ الخطة لينسفها من جديد ويعيدنا من حيث بدأنا كما حصل في السنين الماضية من عمر اللعبة.‏

المزيد..