هوى بحري

تعلّمـــوا مـــن الرئيـــس

fiogf49gjkf0d


واسترسلت الحاجة العجوز أم محمد في حديثها للرئيس الحضاري بشار الأسد الذي كان يتجه للغداء في أحد المطاعم الجبلية في محافظة اللاذقية عندما اعترضته ببساطة متناهية..‏


فاستجاب لها وتوقف بتواضع الكبار.. ولما استعجلها من حولها لأنها أطالت شرحها والرئيس واقف بل صاغ بشكل كامل.. عندها تهدج صوتها وعوضاً عن الاختصار والإيجاز بدأت سلسلة اعتذارات متلاحقة ومترافقة بدعاء صادق لا ينتهي أبداً.. أي بمعنى آخر أهدرت وقتاً إضافياً لم يكن في حسبان من حاول إقحامها في دوامة الاختصار, متناسين أن العجوز البسيطة اعتادت على العفوية الكاملة, فهي لا تؤمن بالاختصار ولا تعترف بالرسميات.. ثم عادت لتكمل حديثها أو مطالبها بارتياح تام بعد أن أخذت جرعة كبيرة من الثقة المتناهية استمدتها من الكلمات الرائعة للرئيس الرائع الذي خاطب الجميع قائلا: إن وقوفي مع المواطن «وعند حاجته كلما أتيحت الفرصة لي» تعتبر عملاً حقيقياً, فالطعام هنا أو هناك هو أقل أهمية بالتأكيد بالنسبة لي من ابتسامة نستطيع إعادتها لمظلوم أو زرعها على شفاه شخص حزين…‏


أطلت المقدمة متسائلاً: هل يتعلم السادة المسؤولون في رياضتنا الحزينة فتح أبوابهم وسماع مشكلاتنا الرياضية دون إسماعنا سمفونية ضيق الوقت وضغط العمل ومن ثم صرفنا قبل سماع مشكلاتنا الملحة بعد تخديرنا بأرقام خليوية ثقبت آذاننا وهي تصرخ (الخط مغلق أو خارج نطاق التغطية) متى تتمكن إدارات الأندية في زمن الاحتراف اللعين من الدخول إلى مكاتب السادة المحافظين لطرح همومهم أملاً بمساعدة مادية مباشرة أو غيرها مباشرة عن طريق تشجيع التجار كما فعل محافظ حماة، فمن يراقب أندية حمص والدعم الكبير من محافظها يكتشف السر في تفوق نادي الكرامة والوثبة, ومن يتابع عودة الأمل إلى نادي الاتحاد بعد التغلب على كافة مشكلاته الملحة يدرك الدور المهم والجوهري لمحافظ حلب الذي استطاع أن يدخل قلوب جماهير القلعة الحمراء بسرعة خارقة.. أما قلوب جماهير أندية اللاذقية فهي غير مغرية كما أظهرت الأيام السابقة والحالية .‏


إن السياسة لم تعد سياسة فقط وكذلك الرياضة والاقتصاد فكل شيء مرتبط بكل شيء كما يقول الألمان, وإلا بماذا نفسر دعوة الأزهر المصريين لتشجيع منتخبهم في لقاء الجزائر تحت عنوان (تشجيع منتخب الوطن عبادة) كما ذكرت إحدى المواقع الالكترونية, وبماذا نفسر دعوة نقابة الفنانين المصريين ممن يستطيع من الفنانين السفر الى الخرطوم لتحفيز اللاعبين وزيادة جرعة التشجيع بين الجماهير والطلب من رجال الاقتصاد الحج إلى الخرطوم ممن استطاع بين الجماهير وعرضهم مساعدة من لا يستطيع والأمثلة كثيرة وكثيرة جداً ولا مجال للإطالة أكثر.‏


وأخيراًُ لابد وأن أختتم بما بدأت به وهو الحضور المستمر للسيد الرئيس للمباريات الهامة والمصيرية ومن ينسى نهائي دوري أبطال آسيا بين الكرامة وتشونبوك الكوري عندما أصر على تسليم كأس البطولة على أرض الملعب وليس على المنصة كما أعدت لجنة المراسم, فعلقت صحيفة الإيكيب الفرنسية على موقعها الإلكتروني (فتح الرئيس صدره لمواطنيه مخالفاً للتعاليم الأمنية فصانوه بقلوبهم وحناجرهم ) ليثبت أنه رجل دولة من الطراز النادر.. فهل يتعلم المسؤولون الرياضيون وغير الرياضيين من السيد الرئيس..؟؟ نأمل ذلك.‏


د. ثائر توفيق حسن‏

المزيد..