الرئيــس مـــرة ثـانيــــة..!!
لم يكن في واردي أن أستمر في هذه الزاوية بما بدأت به في الزاوية السابقة عندما دعوت كل المسؤولين الرياضيين وغير الرياضيين لأن يتعلموا من قيم ومبادئ وسلوك السيد الرئيس..
ولكن عندما تتسع الجراح وتصبح المأساة عربية بسبب مباراة كروية بين منتخبي مصر والجزائر استطاعت أن تخلق شرخاً شعبياً بين بلدين عربيين كبيرين… فوضى إعلامية منقطعة النظير.. تجييش بلا مبررات… قنوات فضائية أعلنت الحرب… صحف خرجت عن المألوف فأصبحت العناوين شتائم مخجلة والصفحات الداخلية سباب على المكشوف.. سقط الخجل وتبختر الجهل مرفوع الرأس ولمن يستغرب كلامنا هذه بعض العناوين وأبدأ من مصر: (في الجزائر سرقوا الممتلكات المصرية وأحرقوها..!)، (نيرون جزائري يحرق علم مصر ويرفع علامة النصر..!) (الكلب دقمان… الذي أثار الفتنة..!) «للتوضيح دقمان هو رئيس تحرير صحيفة الشروق الجزائرية».
محمود صلاح يكتب في آخر كلام: (ولاد الريس.. يسلموا!! وأهم ما جاء في زاويته هذا المقطع (والله العظيم لو كانت وسط المهزلة التي حدثت ذرة سوء واحدة قربت من جمال وعلاء من أشرار الجزائر ما كان يكفينا فيهم بحور دم).
في الجزائر عناوين تسير في الاتجاه المعاكس وفيها: (حاصروا الأخضر الذي قضى ليلة رعب في القاهرة)، (المصريون يختلقون أحداث وهمية لتغيير موضوع هزيمتهم)، (توابيت وجثث لمشجعي الجزائر الذين حضروا مباراة القاهرة الأولى)، (بلد المليون ونصف المليون شهيد لن يتأثر بكلام الدكاكين) «إشارة للفضائيات المصرية»…
وتصريحات كثيرة لا تنتهي وعلى أعلى المستويات، تجعل المرء يشعر بالخوف على خير أمةٍ أخرجت للناس بعد أن ضاع التفسير المنطقي الذي يبرر الحالة المؤسفة لأسباب الشقاق والخلاف بين الأشقاء… أصبحنا نسعى إلى التخندق في مواجهة بعضنا بدافع أحقاد سوداء متناسين العدو الحقيقي لكل ناطقي الضاد… كنا نظن بأن الرياضة كفيلة بجمع الصفوف التي عجزت السياسة عن توحيدها فإذ بالرياضة تعصف بالأمل المتبقي لجمع كلمة العرب، وهكذا وسط أجواء الإحباط واليأس وجدت نفسي مضطراً للعودة إلى الوراء إلى عام (2007) عندما اعطى الرئيس الأسد بعض وقته أثناء تواجده في تركيا فخص نادي فنربخشة بزيارة خاصة تركت أثراً كبيراً بين جماهير النادي العريق خاصة عندما نقلت الفضائيات لقطات مداعبة الرئيس للكرة على ملعب فنربخشة وبحضور كامل نجومه مما دفع رئيس النادي السيد عزيز يلدرام للقول: إن هذه الزيارة أعادت الروح في كل أرجاء النادي الكبير… كل ما تقدم نشرته الصحف ويعرفه الجميع لكن من غير المعروف بين جماهيرنا أن فريق بيشكتاش يعتبر القطب الثاني في اسطنبول ويتمتع بجماهير عريضة ولكنه وقع في الفخ نتيجة مؤام رة محبوكة جيداً من اليهود والقصة تدور حول مهاجمة (حايين رابيبو) الذي اعتاد البكاء بعد كل هدف يسجله لأنه يخشى على أهله في الأراضي الفلسطينية المحتلة من العرب الإرهابيين، فتعاطفت الجماهير معه وبكوا من أجله ورفعوا لافتات كتب عليها (لا تبك يا حايين الموت للقتلة العرب)… عندها فقط عرف الجميع لماذا زار الرئيس الأسد نادي فنربخشة ولماذا تحدث عن شعبيته الكبيرة عربياً ولماذا خص النادي بزيارة حلب في خطوة استراتيجية تسعى لإفشال مخططات اليهود في السيطرة على عقول الشباب هناك من خلال الكرة، بينما أشقاؤنا في مصر والجزائر ما زال جرحهم ينزف. زبدة الكلام لـ بيكون: من يفكر بالانتقام يحتفظ بجروحه خضراء.. والله ولي التوفيق.
د. ثائر توفيق حسن