هوى بحري….هـــو الأفضـــل دائمـــاً

كان الخبر رائعاً ولم يكن مفاجئاً أبداً، فالمنطق فرض نفسه هذه المرة عندما حاز الرئيس بشار الأسد على المركز الأول عربياً في الاستفتاء المهم الذي أجرته (سي إن إن) العربية

fiogf49gjkf0d


لاختيار أفضل شخصية مميزة لعام (2009) متجاوزاً الذي يليه بفارق كبير من الأصوات، رغم أنّ مراكز الاستفتاء المؤثرة ليست في دمشق، بل في عواصم عربية كبرى، ومع هذا اختار المستفتون الرئيس الأسد دون سواه، ما دفع أحد أهم منظمي الاستفتاء للقول: «لقد كان لافتاً هذا الانسجام الكبير بين الإنسان العادي والرئيس الإنسان» كلمات رائعة تشعرك بنشوة الانتصار ولذته… فالفوز بالمركز الأول وبفارق كبير من النقاط وخارج أرض الوطن، كلها تعابير رياضية بامتياز وكأنّ القدر يقول بأنّ الانتصار في رياضتنا لن يتحقق أبداً إلاّ إذا تدخّل مَنْ اعتاد الانتصار فدخل قلوب العرب في كل مكان… فرجالات الرياضة السورية اعتادوا الخيبة والفشل، وألفوا الصراعات الشخصية، وتصفية الحسابات ولو كانت على حساب الوطن، اعتادوا الوصول إلى مراكز القرار عبر انتخابات مفبركة لا تمت للديمقراطية الحقيقية بصلة.‏


فكرة القدم السورية مثلاً شغلت الفضائيات العربية بأخبار صراعاتها وملفات فسادها التي وصلت إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) دون اكتراث أو خجل من صانعي الفوضى والفساد الذين يتبجحون باستعدادهم لدخول الانتخابات القادمة بويلات جديدة تنتظر عشاق الكرة إذا وصلوا إلى مركز القرار من جديد، ولا أخفيكم سراً بأنني وأنا أقرأ خبر (سي إن إن) تدافعت إلى ذهني مجموعة من التساؤلات الغريبة التي لم أجد لها تفسيراً.‏


• ألم يشعر رجال القرار الرياضي بالخجل وهم يسيرون نحو الدرك الأسفل بنتائجهم وحصادهم, وقائدهم يتربع على القمة أخلاقاً وحنكة وحكمة ومحبة؟؟‏


• إلى متى ستتجرأ نفس العقول المجربة على طرح نفسها دون أن يردعها أحد…؟؟‏


• إلى متى سيبقى مجرد التأهل إلى النهائيات الآسيوية يعتبر إنجازاً في ظل غياب كل أسباب النجاح لمنتخب الوطن..؟؟‏


• إلى متى سيظل الحلم بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم ضرباً من الجنون لا يقبله العقل..؟؟‏


• منذ متى لم نعرف معنى الانتصارات الحقيقية..؟؟‏


• منذ متى لم نتربع على عرش الكرة العربية..؟؟‏


• منذ متى وإلى متى أسئلة كثيرة لا تنتهي إلاّ بتوجيهات عليا تعلن ثورة حقيقية في الرياضة السورية تعيد إليها اعتبارها لتتمكن من مواكبة العصر.. والله ولي التوفيق.‏


د. ثائر توفيق حسن‏

المزيد..