الشعب السوداني الشقيق المتميز بطيبته وثقافته له تعابير خاصة، يستنكر من خلالها الأحداث المتناقضة والتصرفات الخاطئة التي تسير عكس الاتجاه الطبيعي لمسارها،
كأن يقول البعض إن الشمس تسطع في الليل والقمر يهل في وضح النهار، عندها يقول السوداني ساخراً «صباح الخير بالليل» أو «مساء النور على الفطور» أي تحيات مقلوبة تعبر عن واقع مقلوب، ونحن في هذه الأيام استخدمنا هذه التحيات المقلوبة مرات ومرات، فاللقاء مع نجم الكرة السورية عبد القادر كردغلي أصبح عملاً خطيراً، رغم أنه كان ولا يزال مطلباً جماهيرياً عريضاً، وإلا بماذا نفسر عدد القراءات الالكترونية التي فاقت الثلاثة آلاف قراءة في اليوم الثاني لنشر الحوار، كما أن لقاء كوبرا الكرة السورية (معتز كيلوني) أصبح اتهاماً، رغم أنهم كانوا يتغنون بمهاراته الفائقة بالأمس القريب، ويعتبرون ذهابه لفريق الاتحاد خسارة كبيرة لا يمكن تعويضها.. ومع هذا غادرت المحتجين وأنا أقول «صباح الخير بالليل» لكل من التقيته.
وبما أن الأحلام مشروعة إذا توافرت المقومات، لذلك كانت أحلامنا ببطولة الدوري ليست جنحة أو جناية يعاقب عليها القانون، فأخذنا نطرح ونجمع ونفترض استعداداً لحل لوغاريتمات الكرامة المعقدة جداً لكونه الفريق الوحيد القادر على إيقاف طموحاتنا المتنامية بعد شرائنا كل النجوم المطلوبين وبدأنا استعدادنا قبل غيرنا بكثير، والمحصلة كانت مركزاً لا يناسب طموحنا أبداً، عندها أدركت أننا بالغنا بطموحاتنا كثيراً، فمن يعان في حل المعادلات البسيطة فلن يستطيع حل لوغاريتمات الكرامة مستحيلة الحل في هذه المرحلة على الأقل.
وعندها تشجعت وتوجهت إلى محافظة اللاذقية وأنا أحمل ملفات ساخنة عن شبكة المراهنات الآسيوية مع الكثير من الأسئلة التي تشغل جماهير الكرة الساحلية دون أن تصل إلى إجابات مقنعة عليها، مثل الميزانيات الهائلة التي تخصصها وزارة الإدارة المحلية في باقي المحافظات (حمص وحلب وحماة ودمشق ودير الزور و..) وتستثني منها محافظة اللاذقية، وإلا بماذا نفسّر الدعم بالملايين لأندية الكرامة والاتحاد والطليعة وغيرها، بينما لم يستطع نادي تشرين أن يحصل على ليرة سورية واحدة؟ أم إن الميزانيات موحدة ودعم الرياضة يعود لتقدير المحافظات ورغبتهم فقط ولاسيما أن إدارة تشرين قدمت أكثر من طاقتها بكثير.. وعندما وصلت قلت: سأبدأ من صفحة الشرف التي سجلها تشرين عندما كان أول المساهمين بالقبض على الشبكة الخطيرة، ولكن المفاجأة كانت كبيرة، فالسيد المحافظ لم يسمع بشبكة المراهنات التي شغلت الفضائيات المحلية والعربية وتصدرت الصفحات الأولى لمعظم الصحف بسبب عمله الطويل من الصباح إلى المساء، فشرحت له ملف القضية وتطرقت لسوء الحال في أندية اللاذقية، ثم خرجت دون إجابات.
وبينما كنت أختم زاويتي لفت انتباهي تصريح رئيس نادي الوحدة الذي قال: «ودعهم محافظ دمشق بدعم مالي كبير شرط إلغاء المحلات الصغيرة والتوجه نحو خطوات احترافية كبيرة تليق بنادي الوحدة..» عندها قلت إن خسارة تشرين أمام الوثبة في آخر مباريات الذهاب ليست كارثة أبداً، فإمكانات كل الأندية تفوقنا بكثير، وجاءت عقوبة لجنة تسيير الكرة لتكمل خسائرنا وكأن الجميع لا يريد للكرة الساحلية أن تعيش، ولذلك علينا إنهاء الخلافات واصطياد الأخطاء لبعضنا، والتشريني الأصيل لسان حاله يقول «مساء النور على الفطور».
د. ثائر توفيق حسن