هوى بحري …..أبو زيد الهلالي وفجر إبراهيم..!!

لا أعتقد بأن الزوبعة المثارة حول ضعف مستوى المنتخب رغم تأهله ستهدأ طويلاً اذا تم تغيير الكابتن فجر ابراهيم وقدوم القويض او المحروس او أبو زيد

fiogf49gjkf0d


الهلالي بما عرف عنه من دهاء او حسن تدبير طالما أن الرعايات الدسمة مفقوة والاستثمارات الحقيقية غائبة عن جميع الاندية السورية.. هذه الاندية التي وجدت نفسها فجأة مرمية في غرف العناية المشددة منذ تعرضها لحادث الاحتراف الغوغائي غير المدروس.. فتطور المنتخب لا يتوقف على تغيير مدرب او مدير فني او اداري بل يتطلب وضع استراتيجية جديدة تنسف كل الأسس الفنية التي نعتمدها أساساً لرياضتنا، ولا أجد ضيراً في الاستفادة من تجارب الآخرين اذا كنا لا نمتلك القدرة على التفكير، كما أثبتت الوقائع في السنين الماضية، فمنتخب إيطاليا الحائز كأس العالم أربع مرات لم يصل الى ما وصل إليه إلا بعد وضع استراتيجية حتمية وملزمة لجميع الايطاليين، فمن يقرأ الدستور الايطالي سيجد نصاً يقول (إيطاليا بلد للعمل والرياضة وهما لا ينفصلان ابدأ وهما جناحا الامة للتقدم) وهذا يعني ان الدستور هو المسؤول الأول والأخير في الدفاع عن الرياضة اذا اصابها سوء، بينما نحن نعاني من ترفع المسؤولين واصحاب المال عن الاهتمام بالجلد المنفوخ عن جهالة حيناً واستهتاراً احياناً.. واسبانيا التي لم تعرف البطولات منذ عام 1964 عندما احرزت كأس الأمم الاوروبية اصبح طموحها اكبر بكثير من كأس الأمم، بعد أن تربعت على عرش نسختها الاخيرة بفضل ما وصلت اليه أنديتها، فنتائج ريال مدريد أهم من نتائج الامتحانات الجامعية، وتفوق برشلونة اهم من تفوق التلاميذ في مدارسهم، والخبر العاجل اصبح يتعلق باصابات نجومهم وأخبارهم العاطفية أما أخبار اطفال غزة والعراق فتأتي لاحقاً.‏


ويجب ألا نستغرب، فريال مدريد لم يكتف باستثمار كل ما يمكن استثماره على سطح الكرة الارضية، بل اتجه الى استثمار السماء، عندما قام بشراء طائرة فارهة تتسع لكل من يرغب بمرافقة نجوم الريال في رحلاتهم لأداء المباريات داخل اسبانيا وخارجها شرط أن يدفع الراغب 65.000 يورو لينعم بمشاهدة لاعبي الريال ومحادثتهم طالما انهم في الفضاء، وللعلم فإن اصحاب الحظ هم فقط من يتمكن من الحصول على الاشتراك والسفر.‏


وهناك مثال ثالث مختلف بظروفه وامكاناته هو نادي بوكاجونيورز الارجنتيني الذي قام بشراء قطعة ارض كبيرة داخل العاصمة بيونس أيرس واعلن تحويلها لمقبرة لجماهير البوكا فقط تعبيراً عن وحدة الجماهير تحت الارض وفوقها، وأعلن قائمة اسعار القبور، فالقبر تزداد كلفته كلما اقترب من قبور النجوم المفترضة، فمن يرد أن يدفن مثلاً الى جانب مارادونا فعليه أن يدفع اكثر بكثير ممن يدفن بجانب نجم آخر، وبعد هذا الابداع الاستثماري يجب أن يزول الاستغراب عن سر تفوق الارجنتين عالمياً.‏


وكل هذه الامثلة لأقول إن الاستثمارات الكبيرة والذكية داخل الاندية تخلق اندية قوية تؤدي حتماً لمنتخب قوي او صاحب هوية على أقل تقدير.. فهم استثمروا السماء وباطن الأرض، ونحن مازلنا نضيع بين روتين البلديات وضوابط الاوقاف. وهذا الكلام لا أسوقه دفاعاً عن المدرب، بل لأؤكد حاجتنا لثورة حقيقية في هيكلية الرياضة السورية تبدأ من الاعلام والمحسوبيات وتنتهي بمحاسبة المقصرين والفاسدين، والله ولي التوفيق.‏


د. ثائر توفيق حسن‏

المزيد..