هذا هو الحوار الذي يفهمونه ويبحثون عنه.. قلنا وكتبنا ما لدينا وما عندنا مدعوماً بالوثائق والكتب الرسمية فردّوا علينا بالكلام المصفوف صفّاً غير منطقي والقادح شرراً لم يؤذِ إلا مصدّره ومع هذا بقينا نسعى
للحوار..
طلبنا مقابلة رئيس الاتحاد الرياضي العام الدكتور فيصل البصري أكثر من مرّة وفي كلّ مرة كان يأتي العذر مختلفاً عن سابقه وكنّا نقول: ربما ظروفهم لا تسمح لهم بذلك والقادمات خير وأبقى!
انتظرنا كثيراً أن تسمح لهم ظروفهم بالحوار معنا, كنّا نقول للوفود التي جاءتنا للمصالحة مع الاتحاد الرياضي: المشكلة عندهم وليست عندنا, وليست المرة الأولى التي نختلف فيها بالعمل مع مسؤول رياضي ولكن أي لقاء أو حوار يجب أن يكون في وضح النهار وفي أماكن العمل فيما كان إصرارهم على أن تكون اللقاءات ليلية وفي مطاعم السهر فرفضنا ذلك إلى أن جاء ردّهم الواضح يوم الأربعاء الماضي عبر مخبر محكمة بداية الجزاء الأولى في دمشق وفي المذكرة دعوة لحضور الجلسة التي سيُنظر فيها في الدعوى التي أقامها الاتحاد الرياضي بحقي بمادة ذمّ وقدح وتشهير وذلك يوم الأربعاء القادم!
لنتفق أولاً, لو أرادوا, أنه كان بإمكان القيادة الرياضية على مستوى المكتب التنفيذي بشكله المؤسساتي أو بأشخاصه, أو على مستوى الاتحادات والفروع وبالصفتين المذكورتين آنفاً, أن تعي حقيقة لا تغيب عن بال أحد وهي إن الإعلام الرياضي بأقلامه (الصفراء وغير الصفراء) جزء لا يتجزأ من العملية الرياضية, وأن تتجه في تعاملها مع هذا الإعلام نحو الحوار الفعلي والبنّاء لا الحوار النابت على مواقف شخصية تصدّر التهديد والوعيد…
وكان بإمكان القيادة الرياضية, ومازال, أن تستفيد من الطاقات القصوى لهذا الإعلام بما يدعم برامج وتوجهات القيادة الرياضية (إن وجدت) وكان بإمكان القيادة الرياضية أن تدفع عن نفسها (الاتهام) بعمل واضح أو بوثيقة مقنعة.
لا أقف موقف (الأستاذ الناصح) ولا أجيد لعب هذا الدور ولا أريده, وبالوقت ذاته لا أقبل بممارسة هذا الدور عليَ من أي جهة أو شخص, وإنما أردتُ من خلال هذه المقدمة أن أصل والسادة القراء وقيادتنا الرياضية إلى التسليم بمقولة منطقية فحواها: تضافر القوى ينتج وتنافرها يفني, وبما أننا نتسابق جميعاً للتغني برياضة الوطن لماذا لا نتسابق في العمل من أجل رياضة الوطن?
كإعلام, وبما أن الكلام المفيد بضاعتنا وتجارتنا, فقد كان الدور الذي لعبه هذا الإعلام واضحاً ومبرمجاً ولا يهمّنا حكم البعض المتضرر على هذا الإعلام لأن من يحقّ له مساءلة الإعلام هو الجهات الإعلامية المتخصصة وقد أثنت هذه الجهات وعلى رأسها السيد المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء على الدور الإيجابي الذي مارسه الإعلام الرياضي وخصّ بالذكر من اتُهم قلمه (بالقلم الأصفر, صاحب هذه السطور) ومع هذا لم يزدنا ثناء ودعم السيد رئيس مجلس الوزراء إلا تمسكاً بالدور المطلوب منّا وبالقضايا الكبيرة التي تستحق أن تكون (قضايا رأي عام) فخضنا في تفاصيلها واقتربنا من عمقها وكانت لنا تصوراتنا بكيفية الخروج منها بما يخدم رياضتنا..
تركنا خلفنا من وصف عملنا ب¯ (المهاترات) ولم نلوّن أقلامنا حتى نكسب رضى من تفنن في تصنيف ألوانها, ولم نتخلَّ عن الرياضة (نكايةً) بمن يعمل فيها لأننا في النهاية (حملة همّ رياضي) وباحثون لرياضتنا عن مكان يليق بها لا باحثون فيها عن منافع شخصية!
لماذا لم يشكُ فريق الكرامة من الإعلام الرياضي, لماذا لم يتذمر المجد أو الطليعة من الملاحظات التي سُجلت على مشاركتهما في دوري أبطال العرب? لماذا لم يقل عهد جغيلي إن الإعلام الرياضي قزّم إنجازي بدافع الحقد الشخصي.?
ومع هذا وعلى الرغم قلنا سابقاً في هذه الصحيفة إنه وعلى الرغم من كلّ ما تقدّم – ومن وجهة نظر شخصية – ما زلتُ أرى خيطاً رفيعاً من الأمل بإمكانية القيادة الرياضية على الإمساك بيد رياضتنا قبل أن تهوى من قمة الغرور الذي أصاب بعض أهلها وهذا ما نرجوه ونأمله, ولن يتأخّر أي منّا عن القيام بدوره وإن حضر الخلاف الشخصي من قبلهم لا من قبلنا ولا أعتقد أن الدكتور فيصل البصري وأعضاء المكتب التنفيذي قد نسوا كيف هبّ الإعلام الرياضي (أصفره وأحمره) إلى دعم ملفّ ترشيح سورية لاستضافة الدورة الرياضية العربية قبل أن نعلن انسحابنا من السباق وتستقر الدورة في مصر..
ما أريد الوصول إليه هو أن الإعلام الرياضي يبني, وأن لم يستطع فإنه يحاول, ولكنه بالتأكيد لا يهدم إلا البالي في تفكيرنا الرياضي.
هذه هي قناعتنا, قَبَلها من قبلها ورفضها من رفضها, ولا نستطيع أن نعطي إجازة لضميرنا المهني ولو كان المتضرر من صحوة هذا الضمير (أبي)!
غ¯¯¯ان¯¯م مح¯م¯¯¯د