عدّوا على أصابعكم.. اليوم لا, وغداً انتظار, وبعده ترقّب, والثلاثاء قلق, والأربعاء يبدأ الامتحان, وأي امتحان, منتخبنا يلاقي إيران, وأين? في طهران!
الحكاية النظرية صعبة, والتكهنات المبدئية لسنا مضطرين للتسليم بها, والواقع يقول بعض التفاصيل التي قد نستطيع من خلالها تحويل الأمنيات الى واقع ملموس ولكن كيف, وعلى أي مقدمات نرتكز وماذا تقول التجارب السابقة?
في المقدمات..
بدأ منتخبنا الوطني منذ حوالي الشهر رحلة إعداده الجدية لتصفيات كأس العالم عبر معسكر داخلي لمدة أسبوع في دمشق استضاف خلاله المنتخب القطري الشقيق الذي يستعدّ للغاية نفسها في مباراة دولية ودية أراد من خلالها المدرب الوقوف على مستوى جميع اللاعبين فأشرك القسم الأكبر منهم لكن قيادته للمباراة المذكورة لم تخفِ رغبته الجامحة بالخروج بنتيجة معنوية من هذه المباراة وهو ما أظهرته تبديلاته الأخيرة وإشراك كلّ من عنده نفس هجومي ولكن التعادل السلبي قال كلمته في النهاية ومن لقاء قطر طار منتخبنا إلى البحرين للقاء منتخبها في طريقه إلى الصين وبدأ المدرب فجر إبراهيم يقترب من تشكيلته الأساسية فحقق فوزاً مهماً على البحرين وبهدفين من إمضاء المهاجم زياد شعبو مقابل هدف تلقته شباك الحارس مصعب بلحوس ومن المنامة طار منتخبنا إلى الصين وكاد أن يخرج متعادلاً مع منتخبها بهدف جهاد الحسين لكن الدقيقة الأخيرة أعطت التفوق للمنتخب الصيني ليعود المنتخب إلى دمشق لأيام قليلة قبل توجهه إلى إيران لملاقاة منتخبها.
وفي التقاطعات..
وفي التقاطعات التي أثرت على المنتخب برزت قضية عقد رعاية المنتخب والتعاقد مع المدرب الإيطالي أنطونيو كابريني لتدريب منتخبنا الوطني, وقد شغلت هذه القصة الشارع الكروي في سورية فترة طويلة واستبشر الجميع خيراً خاصة أن رصيد المدرب الحالي للمنتخب فجر إبراهيم ليس طيباً لدى قسم كبير من الجمهور (ولا أعرف السبب مع أنه عمل بإخلاص وجدّ مع المنتخب) وتقرّر لاحقاً ان يباشر السيد كابريني مهمته مع المنتخب دون ضغط البحث عن نتائج في السابع من كانون الثاني 2008 لكن القنبلة الموقوتة انفجرت في المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام والذي أعلن أن عقد الرعاية لم يسلك الطرق القانونية لذلك رفض التصديق عليه لتعود حكاية المدرب الأجنبي إلى نقطة الصفر وسط غضب جماهيري كبير على المكتب التنفيذي ولتطوى صفحة كابريني بشكل نهائي قبل ان تُفتح هذه الصفحة من جديد عبر اتصال تلقته (الموقف الرياضي) وسط الأسبوع قبل الماضي من السيد حسان الأسطواني مدير عام الشركة المتحدة للمقاولات صاحب عقد الرعاية للمنتخب والذي لم يكتب لها النجاح والذي قال: إن غيرته الوطنية ورغبته بدعم المنتخب الوطني قد تعيدانه إلى ساحة كرة القدم وهذا ما أكده لاحقاً الدكتور أحمد جبان رئيس اتحاد الكرة عندما قال في حديث تلفزيوني: إن كابريني سيعود إلى تدريب المنتخب الوطني بعد مباراتنا مع إيران!
هذه الحكايات المتناقضة أثّرت بشكل أو بآخر على عمل الجهاز الفني الذي لم يشعر بالاستقرار وراحة البال وعلى اللاعبين الذين تخبطوا بانتظارهم من سيقود سفينتهم في التصفيات المونديالية ولكن المريح في الأمر أن المدرب واللاعبين لم يقفوا عند هذا الأمر ووضعوا نصب أعينهم العمل والتدريب من أجل الدخول في التصفيات بهمّة عالية ومعنويات مرتفعة.
وماذا عن إيران..
المنتخب الإيراني ومهما عصفت به التقلبات وماجت به الصعوبات يبقى هو المنتخب الإيراني القوي والقادر على وضع حدّ لحلم أي منتخب بالفوز عليه خاصة عندما يحضر في ستاد آزادي الشهير ما يقارب المئة ألف متفرج لمؤازرته, ولكن هناك بعض الصعوبات التي رافقت عملية تحضير المنتخب الإيراني وفي مقدمتها موضوع تدريب المنتخب الإيراني وعدم التوصّل إلى حل مع المدرب الأجنبي الذي كانوا ينوون التعاقد معه..
المنتخب الإيراني حاله كحال منتخبنا يمنّي النفس بتحقيق بداية طيبة على أرضه وبين جمهوره وهو يمتلك الكثير من مقومات الفوز…
وماذا عن منتخبنا..
يجب أن نراهن في منتخبنا على عدة أمور:
< المدرب, ووسط الضغوط النفسية التي عاشها مع قصة كابريني سيحاول تحقيق نتيجة قد تؤجل مباشرة كابريني مع المنتخب, حتى وإن سلّم المدرب فجر إبراهيم بأن مباراتنا مع إيران هي الأخيرة له بصفته مدرباً أولاً فسيفكّر بترك ذكرى طيبة في هذه التصفيات.
< هناك عدد من لاعبينا لديهم تجربة طويلة مع الكرة الإيرانية على صعيد المنتخب أو مع أنديتهم وهذا يعني أن حاجز الخوف من اسم المنتخب الإيراني قد زال وهذا بدوره يساعدهم على مجاراة المنتخب الإيراني في الملعب.
< ليست المرة الأولى التي نعود بها من إيران بنتيجة إيجابية بل إن نتائجنا في طهران مع المنتخب الإيراني أفضل من نتائجنا معه في دمشق.
شريط الذكريات..
ذكرياتنا الكروية مع إيران على صعيد المنتخب الأول تحفل ب¯ (21) مباراة رسمية فاز منتخبنا بمباراتين وتعادل في (8) وخسر (14) وسجل منتخبنا (14) هدفاً ودخل مرمانا (32) وحصدنا من النقاط (14) نقطة بينما حصدت إيران (41) نقطة وفيما يلي النتائج المسجلة بين المنتخبين في المباريات الرسمية:
في عام 1973 التقينا إيران في طهران مرتين ضمن تصفيات كأس العالم فخسرنا الأولى (0-1) وفزنا في الثانية (1-0) وفي عام 1977 التقينا إيران في دمشق ضمن تصفيات كأس العالم وخسرنا (0-1) واعتذرنا عن مباراة الردّ, وفي عام 1980 تعادلنا مع إيران في الكويت (0-0) ضمن نهائيات أمم آسيا, وفي عام 1984 خسرنا أمام إيران (1-3) في جاكرتا ضمن تصفيات أمم آسيا, وفي عام 1988 تعادلنا مع إيران في نيبال (1-1) ضمن تصفيات كأس آسيا, وفي عام 1993 تعادلنا مع إيران في دمشق (1-1) وفي طهران بالنتيجة ذاتها ضمن تصفيات كأس العالم, وفي عام 1997 خسرنا أمام إيران في دمشق (0-1) وتعادلنا معها في طهران (2-2) ضمن تصفيات كأس العالم, وفي عام 2000 التقينا إيران مرتين في تصفيات كأس آسيا فخسرنا في حلب (0-1) وتعادلنا في طهران (1-1) والتقيناها في العام ذاته مرتين في بطولة غرب آسيا في العاصمة الأردنية عمان فخسرنا أمامها (0-1) في الدور الأول وبالنتيجة نفسها خسرنا المباراة النهائية وفي عام 2002 وفي بطولة غرب آسيا تعادلنا معها على المركزين الثالث والرابع (2-2) قبل أن نخسر أمامها بركلات الترجيح (3-4) وفي العام ذاته تعادلنا معها في منافسات كرة القدم ضمن دورة ألعاب غرب آسيا في الكويت (1-1) وفي عام 2004 خسرنا أمام إيران (1-7) في دورة ألعاب غرب آسيا في طهران وعدنا لنخسر أمامها في المباراة النهائية (1-4) وفي عام 2005 تعادلنا مع إيران في الدوحة (0-0) في دورة ألعاب غرب آسيا قبل أن نفوز عليها بركلات الترجيح (5-4) وفي عام 2006 الذي شهد لقاءاتنا الأخيرة مع منتخب إيران تعادلنا مع إيران في طهران (1-1) وخسر أمامها في دمشق (0-2) في تصفيات كأس آسيا.