لماذا قدم رؤساء أندية اللاذقية الأربعة استقالاتهم?!

قدر أندية اللاذقية الأربعة تشرين وحطين والقرداحة وجبلة أن تعيش أزمات إدارية متكررة,والتي أدت بدورها الى أزمات كروية


جعلت فرقها تتنافس فيما بينها للهروب من شبح الهبوط بدل أن تتنافس للفوز بالألقاب,وما دفعنا لفتح سيرة هذا الموضوع هو استقالة رئيس نادي تشرين وهي الرابعة لرؤساء أندية اللاذقية بعد أقل من عام على انتخابهم سواء بالتزكية أم بالانتخابات,مما يعني بأنهم وصلوا الى طريق مسدود واضطروا الى رفع الراية البيضاء مبكرا,وتركوا الجمل بما حمل,وقرروا الرحيل لأسباب مختلفة على أمل أن ينجح البدلاء في تحسين واقع أنديتهم نحو الأفضل فماذا عن استقالاتهم وبدلائهم.‏


نادي القرداحة‏


بدأ مشوار الاستقالات في أندية اللاذقية من نادي القرداحة عارضة بعدما قرر رئيس النادي عبد اللطيف عيسى تقديم استقالته ومعه مجموعة من الأعضاء وعلى اثرها تم دعوة الجمعية العمومية للنادي وانتخاب إدارة جديدة فازت بالتزكية وترأسها الدكتور محمد الأسد الذي سبق له وقاد بنجاح مسيرة النادي منذ عدة سنوات وساهم في صعوده للأضواء واحتلاله للمركز الثالث في أول مشاركة له بدوري المحترفين.‏


نادي حطين‏


على الرغم من خبرته الكبيرة في العمل الاداري في نادي حطين إلا أن السيد مصطفى جبلاوي الذي عرف بدبلوماسيته نجح بالفوز برئاسة النادي بالتزكية لكنه لم يستطع الاستمرار في منصبه أكثر من عشرة أشهر,واضطر الى تقديم استقالته,مع عدد من الأعضاء,وعلى أثرها قام الفرع بحل مجلس الإدارة وانتخاب ادارة جديدة وبعد منافسة قوية انتزع المهندس محمد قدور الفوز برئاسة النادي,واعتبر الحطينيون فوزه مكسبا كبيرا نظرا لوضعه المادي الجيد.‏


نادي جبلة‏


بعد معاناة وتأجيل ولدت إدارة نادي جبلة السابقة والتي فاز برئاستها المحامي معن حاج عمر بالتزكية لكن الحاج عمر اضطر وبعد /11/شهرا تقريبا الى تقديم استقالته بعد مرحلة شهدت استقرارا في بدايتها وضياعا في نهايتها,وبعد طول انتظار والكثير من الكلام تم دعوة الجمعية العمومية لنادي جبلة وانتخب السيد خالد طوقتلي رئيسا لنادي جبلة للمرحلة القادمة,ولاقى انتخابه ارتياحا كبيرا في الشارع الجبلاوي لأنه من الميسورين ماديا.‏


نادي تشرين‏


بعد نجاحه في قيادة نادي تشرين الى الدرجة الأولى واستقالته للمرة الأولى عاد السيد عدنان دالي لترشيح نفسه مرة ثانية لرئاسة النادي في المؤتمر الانتخابي الأخير على الرغم من (حفظه البصم) لواقع النادي وكواليسه,لكن مدة إقامته هذه المرة لم تدم طويلا وقدم استقالته بعد أقل من عام على انتخابه,ويوم الأحد الماضي تم انتخاب المحامي اسامة عبد الله رئيسا لنادي تشرين,وسط ارتياح تشريني لفوزه بعدما نال تقدير واحترام اكثرية مفاصل النادي في المرحلة السابقة عندما كان مسؤولا ماليا خلال المرحلة السابقة.‏


باختصار يا رؤساء‏


لم يعد خافيا على أحد بأن اهم مقومات نجاح رئيس النادي تكمن في أن تكون (جيوبه) مليئة بالمصاري,ولو فتشنا عن الأسباب الحقيقية لاستقالات رؤساء الأندية السابقين لوجدناها في وصولهم الى قناعة بأن مصاريف أنديتهم المادية تحتاج الى (حنفية) مفتوحة من المال,وإن تبرعهم بمليون واثنين وثلاثة وخمسة ملايين في العام الواحد لم يحل مشاكل أنديتهم,وإذا كانت رئاسة النادي جلبت (الشهرة) لبعضهم إلا أن ثمنها كان غاليا وتوصلوا الى نتيجة واحدة وهي أن (الهريبة ثلثي المراجل) وهذه النتيجة سيتوصل إليها رؤساء الأندية الجدد عاجلا أم آجلا,إلا في حال نجح فريقهم الكروي بالدخول على خط المنافسة على لقب الدوري عندها لن يدفعوا من جيوبهم لأن المدرجات ستكون مليئة بالجمهور وستكون العائدات المادية كبيرة,أخيرا وباختصار نقول: بأن أنديتنا لن تنعم بالاستقرار الإداري إلا عبر ريوع مادية ثابتة ما زالت غائبة,لأن هناك من يحارب النجاح في أنديتنا,ولهذا فإن مصيرهم لن يكون أفضل من مصير غيرهم وهذا ليس تشاؤما وإنما حقيقة سوف يعيشونها,مع تمنياتنا لهم بالتوفيق في مهامهم الانتحارية في ظل الأجواء الضبابية التي تعيشها الرياضة السورية.‏

المزيد..