لكل من سيقول جمهور الطليعة هو السبب سأقول له عذرا فقد كنت شاهداً على روعة هذا الجمهور وعظمته وكنت شاهداً على الدور الكبير الذي قام به هذا الجمهور..
خسر فريق الطليعة أمام الجيش المصري ووقف به الطموح عند آخر صافرة من ربع النهائي. ومع أنني حزنت كغيري من الآلاف التي تمنت أن تعبر مع فريقها إلى نصف نهائي البطولة العربية إلا أنني أعتز , وهذا ما يجب أن يكون, بفريق الطليعة اعتزازي بفريق المجد لبلوغ الفريقين هذا الدور المتقدم من المنافسة العربية..
انتهت الحكاية العربية ولم نكن مستمعين فقط فيها, بل كنا عبر فريقي المجد والطليعة فصلاً أساسياً فيها, ولم يستطع أي متابع أن يمر على الحكاية دون التعريج على مشهد الألق السوري, ولأننا تحدثنا عن خروج المجد سابقاً والذي أكدته خسارته الرباعية أمام الوفاق يوم الثلاثاء الماضي فإننا سنقف مع بعض النقاط التي أفرزها المشهد الأخير بالنسبة للطليعة والتي أبكانا بعضها, وأطربنا بعضها الآخر..
> قبيل ظهيرة الثلاثاء كنا في حماة, وقفنا بتفاؤل أمام نواعيرها وتابعنا دعواتنا بالتوفيق لفريق الطليعة, وكنا حيث اتجهنا نقرأ هذا التفاؤل في أحاديث الجميع.. في أسئلتهم في ترحابهم بنا..
> قد تكون المرة الأولى في تاريخ الرياضة السورية التي يلتقي عند أهميتها هذا العدد الكبير من الصحفيين.. وفد كبير من الموقف الرياضي.. ووفد كبير آخر من الرياضية.. ووفد ثالث من جريدة البعث ومن وكالة سانا إضافة للزملاء الأعزاء صحفيي حماة.
> الدكتور فيصل البصري رئيس الاتحاد الرياضي العام, وأعضاء المكتب التنفيذي السادة : فاروق سرية, عبد الفتاح الأمير, سلام علاوي, ورئيس اتحاد كرة القدم الدكتور أحمد جبان- وعضو الاتحاد بهاء العمري وقيادات حماة الرياضية والسياسية حضرت..
> العميد محمد عزام- السيد عبد النافع حموية- نصف المنصة الرئيسية من حمص..
> الترتيبات المعدة من قبل إدارة الطليعة وعلى رأسها المهندس يعقوب قصاب باشي وجوقته الإدارية الرائعة لم ينسوا صغيرة أو كبيرة, إلا واتخذوا دونها الإجراء المناسب.
> جمهور الطليعة الرائع.. الرائع.. الرائع .. عمل كل ما عليه.. حضر .. شجع.. حفّز.. لم يسكت بعد الهدف.. ظل يشجع حتى النهاية.. وبعد الخسارة حاول مواساة فريقه وهنأ الفريق المصري وخرج من الملعب بكل هدوء وقبول بالخسارة.. إنه جمهور رائع وأعتقد أنه ظُلم بالحكم عليه سابقاً.
لماذا خسر الطليعة?
التوفيق أولاً وأخيراً من رب العالمين, ومع هذا تجمع حولي بعض الأحبة يكررون السؤال ويرجون أن تأتيهم إجابتي صريحة.. سألت غيري ليطمئن قلبي إلى ما اعتبرته مقدمة للخسارة , فهل سيتقبّل الآخر صراحتي..?
منذ الدقيقة الأولى من المباراة قلت لزميل عزيز بجانبي: الوضع غير مطمئن لأن رغبة الفوز لم تزرع بفريق الطليعة.. لقد ظهر واضحاً منذ البداية أن ماخشينا منه سيقع.. لاعبو الطليعة منذ الدقيقة الأولى يضيعون الوقت.. ولو كنت حكماً لأعطيت حارس الطليعة مضر الأحمد إنذاراً في أول عشر دقائق لتأخره في لعب الكرة.. حتى الأطفال الذين يعيدون الكرات إلى الملعب كان يُطلب منهم التأخر في ذلك.. أي أننا أعطينا الفريق المصري الثقة بالنفس ودفعناه للفوز وهو الذي كان يخشى الخسارة فانقلب سحرنا علينا..
أعرف أنني أدور حول الجواب ولكن وسواء كان المدرب هو من طلب ذلك من اللاعبين أم لا فإنه مسؤول أولاً وأخيراً عن الفريق في الملعب, وبما أن المقدمات كانت على ما ذكرت ولم تظهر أي محاولة جادة لتغيير هذه الصورة فلا أعتقد أن أحداً يستطيع أن يضع المدرب جانباً في حساب المسؤولية عن الخسارة دون أن تحصر أسباب الخسارة بشخص المدرب وحده..
الفوز أولاً وأخيراً توفيق من رب العالمين, وفريق الطليعة لم يوفق في هذه المباراة ولو أن كرة القاشوش التي أصابت العارضة عانقت الشباك لكان الفرح قد غمر كل سورية. لن أدخل في أي تحليل لهذه المباراة لأن الصفحة يجب أن تطوى وبالمطلق لم يكن فريق الطليعة سيئاً في هذه البطولة وعلى الطلعاويين أن يعتزوا بفريقهم اعتزازنا به..