قال الملك

بعد صدور العدد الماضي من الموقف الرياضي تلقيت عدداً كبيراً من الاتصالات الهاتفية واستوقفني الكثيرون وكل يريد أن يبدي رأيه فيما كتبتُ وفي مشاكل

fiogf49gjkf0d


الكرة السورية وشعرت بسعادة غامرة على الرغم من ضيق وقتي لأنني تأكدت من أن حبّ كرة القدم مازال يجري في عروق الكثيرين ولو ابتعدوا عن الملاعب فشكراً لمن اتصل أو ناقش وأخص بالذكر الأخ المشجع الذي حضر من حلب إلى اللاذقية خصيصاً لمناقشتي بمشاكل الكرة السورية.‏


قلوب كل من حادثتهم أو قابلتهم كما أبناء الوطن جميعاً معلقة بمنتخبنا الوطني للناشئين المشارك في بطولة كأس العالم في كوريا وندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق هؤلاء الشبان الصغار ليرسموا البسمة على وجوهنا كما فعل منتخبنا الوطني للشباب في هولندا وبمناسبة الحديث عن الشباب تابعت الأسبوع الماضي دورة دولية للشباب تشارك بها فرق عالمية كبيرة مثل برشلونة وريال مدريد وميلان وفلامنغو وأكثر ما لفت انتباهي أن فرق الشباب في هذه الأندية تلعب بنفس طريقة لعب فرق الرجال فيها مما يدل على الإعداد المنهجي والمدروس لانتقال اللاعبين المبرزين من الشباب إلى الرجال دون عناء يذكر وسألتُ نفسي: ماذا تفعل أنديتنا لفرق الشباب والصغار وكيف يقام دوري هذه الفئات وأين الدورات التنشيطية وكم لاعباً من الشباب يأخذ مكانه في فريق الرجال كل عام وهل يتم إعداد كافة فرق النادي ضمن خطة ومنهجية علمية أم يترك لكل مدرب في النادي الحرية في اتباع الخطة التي يريدها وهل يتابع الجمهور مباريات تلك الفئات? وهنا أذكر عندما كنت لاعباً في شباب تشرين وكنا يومها نملك مجموعة من اللاعبين المتميزين كانت المدرجات تمتلئ بالحضور والكثير منهم يغادر إلى منزله بعد نهاية مباراة الشباب دون أن يحضر مباراة الرجال التي كانت تقام بعدها مباشرة..‏


خوفي الشديد أن يسبب نظام الاحتراف المعمول به حالياً القضاء على الكثير من المواهب الشابة وبنظرة بسيطة نرى أن مجموع ما دفعته فرق الدرجة الأولى هذا العام هو بضع عشرات الملايين على تعاقداتها مع اللاعبين لموسم أو لموسمين على الأغلب أي أن هذا الرقم سيتكرر كل سنة أو سنتين وأجزم بأنه لو تمّ استثمار جزء من هذا المبلغ في كل ناد لدعم قطاع الناشئين والشباب أو لدعم أندية الدرجة الثانية والثالثة في محافظاتهم مقابل الحصول على اللاعبين المبرزين في تلك الأندية كما هو الحال في معظم دول العالم لكانت النتيجة أفضل بكثير وبرأيي يعود سبب الاعتماد على اللاعب الجاهز وعدم إعطاء الفرصة للشباب لأن أغلب الإدارات والداعمين من الميسورين مالياً يريدون تحقيق الإنجازات خلال فترة وجودهم بغض النظر عن المستقبل وللحدّ من هذه الظاهرة أرى ضرورة تدخّل اتحاد الكرة في إيجاد آلية تسمح للمواهب الشابة بأخذ فرصتها..‏


وأخيراً تذكروا أسماء لاعبي منتخبنا الوطني للناشئين المشارك بنهائيات كأس العالم وبعد خمس سنوات اسألوا كم لاعباً من هؤلاء أخذ فرصته في فرق الرجال مع العلم بأن تشكيلة المنتخب السعودي الذي فاز بكأس العالم للناشئين في الثمانينات سيطرت على الكرة الآسيوية في الثمانينات والتسعينات وبنفس الأسماء تقريباً.‏

المزيد..