قال الملك

سلبية أخرى من سلبيات الدوري السوري لاحظتها عندما كنت أشاهد مباراة من الدوري الأوروبي وفي نفس الوقت كانت هناك مباراة في الدوري السوري وكنت أتنقل بين المباراتين وبدت الفوارق الواسعة والشاسعة ولا أتكلم هنا عن الأمور الفنية والخططية لعدم التكافؤ ولكن أتكلم قليلاً ففي ملعب ترى النشاط والحيوية والسرعة والغليان في كل هجمة والتشجيع اللا محدود من قبل الجمهور وفي ملعب آخر ترى مباراة هادئة رغم أهميتها وبطيئة ومملة وللعلم فإن معدل جري اللاعب في المباراة الأوروبية يزيد عن 10 كم وفي دورينا فإن معدل الجري أقل من 5 كم وهذا يعود طبعاً إلى التأسيس في الصغر كاتساع الرئة والعضلات وإلى ذلك من أمور كثيرة وهذه للفوارق البدنية ولا تحل الآن لأنها تأسيسية, لكن ما لاحظته أكثر والذي يجعل الفارق يتسع بهذا الشكل وليس للاعب ذنب به هو أرضية الملعب والكرات فالملاعب عندنا تشعر وكأن هناك طبقة سميكة وهشة تعيق حركة اللاعب وقد شعرت بذلك عندما نزلت إلى أرض الملعب ولعبت قليلاً ولاحظت هبوط بمستوى الرجل إلى الأسفل بشكل كبير بينما في أوروبا لا ثقل موجود ولا إعاقة للاعب والملعب بساط مريح للحركة وتستطيع ملاحظة ذلك عبر التلفاز, أما الملاحظة الثانية فكانت الكرات ففي معظم دوريات العالم تكون هناك كرة واحدة معتمدة من قبل الاتحاد يفرضها على الأندية بموجب عقد مع الشركة المصنعة بينما الكرات في دورينا مختلفة في كل ملعب ومعيار كل كرة مختلف وصاحب الأرض يجبرك على اللعب بكراته ولو كانت بالوناً وهذا ما كنت شاهداً عليه في إحدى مباريات الدوري هذا العام عندما كنت مراقباً لها حين أجبر صاحب الأرض الحكم وكما يقولون بالقانون باللعب بكراتهم غير النظامية بينما كانت لدى الفريق الضيف كرات جديدة ودولية والفرق بين النوعين كبير جداً ورغم ذلك لم يستطيعوا اللعب بها, والمؤسف أيضاً أن معظم الفرق تتدرب طوال الأسبوع بكرات وتلعب بكرات أخرى وهذا أيضاً يؤثر على المستوى وعلى لمسة اللاعب للكرة.‏