في حياتنا اليومية لا يقبل معظمنا أن يكون خاسراً ولا يقبل النصح من أحد وهذه الحالة تنطبق على رياضتنا وخاصة كرة القدم. فالتنافس على البطولة بين
فرق المقدمة على أشده وهذه من جماليات الدوري ولكن من منهم يتقبل ان يكون ثانياً وهذا مؤكد لأحدهما مهما فعلا فهاجس البطولة قد تجعل بعض الأندية تقع ببعض الأخطاء وأحياناً تسلك طرقاً غير مشروعة والهدف هو البطولة والفرق المهددة بالهبوط أيضاً وما أكثرها تجعل بعضهم يلجأ الى طرق ملتوية مما يعرضهم لعقوبات وتخسر هذه الأندية برأيي أكثر بكثير مما تكسب.
أقول للمنافسين على اللقب هل يستمتع أحد منكم بالفوز ببطولة لا يستحقها يستطيع المرء بالكذب على نفسه.
وأقول لفرق المؤخرة ان الهبوط الشريف أعزو أفضل من البقاء بشكل غير مشروع وخسارة للأخلاق.
لماذا لا نقتنع بالهبوط اذا كنا نستحقه ونحلل الأسباب الحقيقية لهذا الهبوط أيضاً لماذا لا نقتنع بالمركز الثاني أو الثالث ومن ثم نحاول بالعلم والعمل الصحيح السنة القادمة.
وأذكر هنا حالة لمنتخب هولندا الذهبي عندما لعب نهائي كأس العالم مرتين متتاليتين عام1974 وعام 1978 مع صاحبي الأرض ألمانيا والأرجنتين وخسرها وفي المباراتين كان هناك بعض الأخطاء المشكوك فيها وخصوصاً ضربة الجزاء التي سجلت منها ألمانيا هدف التعادل منهم حينها لم يضعوا اللوم على أحد ولم يشتموا التحكيم كما نفعل نحن بل عادوا بهدوء لبلدهم وبدؤوا بالبحث عن الأسباب الحقيقية للخسارة وأول ما فعلوه شكلوا لجنة من أفضل خبراء كرة القدم وأفضل الأطباء الرياضيين والنفسيين وخرجوا بنتيجة واحدة بأن المنتخب لم يكن مؤهلاً نفسياً بشكل جيد ليكون بطلاً للعالم فالبطولة يجب أن ترزح في نفوس اللاعبين قبل الأمور الفنية.
وبدؤوا بإعداد القواعد بشكل سليم لذلك رأينا جيلاً هولندياً رائعاً في الثمانينات أمثال خوليت وباستن وريكارد وركويمن واستمر اعداد المنتخب ما يقارب العشر سنوات حتى فاجؤوا العالم بفريق رائع انتزع بطولة أوروبا عام 1988 من الاتحاد السوفيتي السابق ومن شاهد البطولة في حينها لاحظ أن أكثر ما يميز الفريق الهولندي هو الاصرار على الفوز في البطولة.
فأتمنى من انديتنا ومنتخباتنا تحليل أسباب الفوز والخسارة بموضوعية واستنباط الايجابيات وتكريسها والتخلص من السلبيات بمساعدة كوكبة من المختصين منها أطباء رياضة وأطباء نفسيين وفنيين من التطاول على الحكام ورمي التهم جزافاً وخاصة أن نظرية المؤامرة تعشعش في أذهاننا نحن.