درجتُ في مقالاتي الماضية على متابعة الكرة السورية عموماً والكرة الفراتية خصوصاً مستعرضاً بعض المقومات التي تقف في وجه تقدّم كرتنا ولعل قلمي
اليوم يتناول مشكلة نعيشها في مدينتنا, هذه المدينة الجميلة المطلة على نهر الفرات فمن المعلوم أننا نهتم بالفئات العمرية الصغيرة والتي نعتمد عليها في رفد الفريق الأول وبالتالي تكمن قوة الفريق في وجود قواعد تضخ دماً جديداً في الفريق والكرة الفراتية كرة غزيرة بالمواهب الشابة لكن ليس من الضروري أن تنصهر هذه المواهب في فريق الفتوة وقد لا يتسنى لها ذلك فتراهم في فرق الأحياء الشعبية وقد عودتنا هذه الفرق أن تقدم لنا نماذج رائعة من اللاعبين ذوي موهبة عالية والكثيرين من اللاعبين خرجوا من مدارس الأحياء الشعبية فأنا لعبت ضمن هذه الفرق (فريق النجمة) قبل قدومي لفريق الفتوة لكن اليوم فرق الأحياء الشعبية تراجعت بشكل كبير عن السابق ولعل أهم وأبرز الأسباب عدم وجود ملاعب تسمح لهذه الفرق أن تمارس بطولاتها عليها فالتوسع الذي تشهده المدينة امتدّ ليشمل معظم هذه الملاعب وبالتالي تزداد الصعوبات على هذه الفرق مما أدى إلى تراجعها وبالتالي خسارة النادي لرافد من اللاعبين وطبعاً قد تقتصر هذه الملاعب في مدينتنا على بعض الملاعب البعيدة عن المدينة وعلى أطرافها ويصعب الوصول إليها أو ملاعب بعض المدارس وهي قليلة وغير مناسبة وبالتالي نحن أمام مشكلة جديدة تصيب عصب اللعبة لأن هذه الفرق تلعب دوراً في تطوير الكرة وحتى في أوروبا وفي أعرق الأندية فيها نراها تراقب فرق الأحياء الشعبية لتجذب إليها المواهب وتقوم بصقلها وبالتالي نحن نناشد كل القائمين على كرتنا أن يوفروا للأحياء الشعبية المناخ المناسب الذي يتيح لها أن تعود وتظهر من جديد لتستمر داعمة لكرة أنديتنا والتي باتت بحاجة إلى الكثير والكثير من العمل الجاد والمنظم لتعود مشرقة كما كانت..