ظاهرة الاستغناء عن المدربين ما بين المنطق والعشوائية..؟!

متابعة – أنور الجرادات: مع انتظام انطلاق بطولات الدوري بمختلف درجاته وجدت العديد من الاندية نفسها مضطرة لتعيين مدربين لفرقها المختلفة وقد تختلف مهام المدرب وصلاحياته من فريق الى آخر وفق اعتبارات متعددة



وإن تشابه هؤلاء المدربون الى حد ما في مهامهم وصلاحياتهم ومدى ممارساتهم لهذه الصلاحيات على ارض الواقع .‏


ومن الملفت للنظر أن العديد من الفرق في دورينا الكروي لم تستقر على مدرب واحد في الموسم وبعضها لجأ الى استبدال مدربه مرة او مرتين وبعضها تناوب على فريقه خمسة مدربين.‏


والسؤال المهم والمطروح هو: هل استبدال او تغيير المدرب يستند الى اسس علمية منطقية مثل عدم قدرة المدرب على قيادة الفريق أم إن القضية مزاجية وغير مدروسة، باعتبار المدرب هو الحلقة الأضعف وتحاول بعض الإدارات إخفاء عيوبها عن طريق هذه الممارسة، وتلجأ إليها لإرضاء جماهيرها المتعطشة للفوز أو لتغطية فشلها في التنظيم والتخطيط ؟ أم إن المدربين ولنَقل إن بعضهم غير قادر على قيادة الفرق التي أسندت لهم مهمة تدريبها لأسباب قد تكون فنية أو إدارية أو حتى تتعلق بشخصية المدرب وينظرون الى مهنة التدريب كمهنة إضافية تزيد من دخلهم ؟!‏


ويكفي أن نشير هنا أنه خلال مجريات الأسابيع الأولى التي أقيمت فيها مباريات دوري المحترفين وكذلك مباريات دوري الدرجة الأولى كم هو مجموع المدربين الذين استغنت عنهم إدارات أنديتهم بشحطة قلم ..؟!‏


الثمن الصعب‏


وبالمختصر المفيد فإن المدربين دفعوا ثمناً للصراعات الادارية و إن قضية المدربين غاية في الاهمية والحساسية، واذا اردنا الخوض فيها فنقول إن الظروف التي عاشها المدربون كانت ظروفا استثنائية، فمن جهة كان هناك انتظام للدوري وكانت هناك سياسة واضحة في عملية الصعود والهبوط، والقضية الثانية إن الناحية المادية أصبحت عنصراً أساسياً في عمل المدربين واستقطاب اللاعبين، فسعت جميع ادارات الأندية لتعيين مدربين في الوقت الذي كانت فيه الكثير من الأندية عاجزة ماديا عن تغطية نفقات هؤلاء المدربين، وهناك قضية اخرى ان عدد الأندية في الدرجتين الممتازة والاولى اكثر بكثير من عدد المدربين المؤهلين القادرين على قيادة هذه الفرق.‏


وفي ظل هذه المعطيات اصبحت هناك فرص لإدارات الأندية لاستبدال المدربين لعدة أسباب، الأول هو عدم الرضا عن النتائج التي يحققها، والسبب الثاني عدم قدرة الأندية على الوفاء بالتزاماتها تجاه هؤلاء المدربين وخاصة فيما يتعلق بالموضوع المالي، وهناك سبب ثالث وللأسف وهو عدم التوافق في داخل الإدارة الواحدة على منح الثقة للمدرب وبالتالي دفع المدربون ثمناً لصراعات الإدارة.‏


هذه الأسباب هي الرئيسية، وهناك أسباب أخرى هامشية منها تدخل اللاعبين في عمل المدربين وخاصة كبار السن أو المؤثرين في الفريق والذين كانوا يشكلون دائما وسيلة ضعط على إدارات الاندية اتجاه هؤلاء المدربين.‏


أخطاء إدارية‏


و للأسف أنديتنا اليوم ترجع سبب فشل هيئاتها الإدارية وأخطاء إداراتها المتراكمة منذ سنوات عديدة وعدم تجهيز فرقها المصنفة والمساندة للبطولات المختلفة كالتي نشارك فيها اليوم وبالأخص دوري كرة القدم الذي هو شبيه بدوري المحترفين، الى المدربين فأي أخطاء تحدث مع الفريق يرجعون سببها الى المدرب متناسين أداء اللاعبين وإمكانياتهم ويحاولون مقارنة إمكانيات هذا الفريق أو النادي بالفرق الأخرى والأندية في نفس الدرجة وبالتالي كل الأخطاء تلصق بالمدرب.‏


و نعتقد أنه من الناحية العلمية إن أي ناد يريد أن يتعاقد مع مدرب فمن الافضل أن يتعاقد معه منذ بداية الموسم حتى نهايته، حتى يستطيع هذا المدرب أن يضع الخطط التي يعتقد أنها مناسبة لنجاح الفريق، و نعتقد أيضاً أن المدرب يجب أن يأخذ فرصته من بداية الموسم حتى نهايته ومن ثم نستطيع عندها الحكم على المدرب وقدراته وامكانياته، وللأسف مدربنا المحلي مظلوم لأنه يعمل بالعاطفة وليس ضمن عقود احتراف كالآخرين.‏


والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا العديد من إدارات الأندية عندها الاستعداد لهضم حقوق المدرب المحلي ( ابن النادي ) بالمقابل تغدق الأموال على المدرب غير المحلي ؟! علماً أنه قد يكون أقل كفاءة وقدرة حيث لجأت غالبية الاندية بعد فشلها مع المدرب غير المحلي للعودة الى المدرب المحلي، وهذه القضية خلقت هوة وفجوة بين إدارات الأندية والمدربين المحليين.‏


مسؤولية مشتركة‏


إن ظاهرة تغيير المدربين تحدث في دورينا وغيرها من البلدان ولكن في دورينا عادة ما تحدث هذه القضية لان الكثير من المسؤولية تسلط على المدرب وقد يظلم المدرب في بعض الاحيان خاصة أن هناك بعض المدربين قد لا تتوافر لديهم الامكانيات لنجاح عملهم وبالتالي يعزون عدم قدرة المدرب على القيام بواجبه او تحقيق نتائج إيجابية لفريقه إلى عجزه وتقصيره.‏

المزيد..