لم يفاجئنا اتحاد كرة القدم بقرار تأجيل انطلاقة الدوري، فهي عادة باتت مصاحبة لكل نشاطاتنا الرياضية والكروية منها على وجه الخصوص، مع أنه،
بل والمفترض فيه أن يعرف كل الأنشطة الموازية لفرقه ومنتخباته، وعلى أساسها يضع برنامج الدوري، وعموما كان التأجيل فرصة ثانية للفرق التي لازال تحضيرها متعثراً، ولم تستطع حتى الان تجميع العدد الكافي من اللاعبين وبعضها لم يجد ملعبا للتدريب والبعض يعاني من الضائقة المادية، ومنغصات كثيرة ترافق مراحل استعداد غالبية الفرق التي ترى في الدوري عبئا عليها لتلك الأسباب التي لم تستطع معها إدارات الأندية من أن تجد لها حلولاً مناسبة، والمشكلة أن كثيرا من هذه المنغصات كانت موجودة حتى قبل الأزمة ولم يستطيعوا أن يوجدوا لها الحلول المناسبة..!
إقامة الدوري ولو بالحد الأدنى من الإمكانيات يعتبر انجازا لاتحاد كرة القدم وللاتحاد الرياضي العام، ولكنه بالمطلق ليس بمصلحة الفرق ولا المنتخبات كونها لاتستفيد منه فنياً، ولاحتى يقدم ماهو مأمول منه على هذا الصعيد، ولأن فرقنا لديها من الهموم الكروية مايفيض عن حاجتها، ولم يفعل أحد شيئا لمعالجتها..ومع ذلك فالفرق أبدت استعدادا كافيا للمشاركة رغم الزخم في عدد المشاركين بالدوري، والذي يزيد عن الحاجة بكثير، بسبب إلغاء الهبوط، وهذا ما سيفرغ الدوري من مضمونه الفني إذا لم يتم تطبيق مقررات اتحاد اللعبة في نهايته كي يتم إعادة الأمور إلى موازينها الطبيعية.
الدوري الذي من المقرر أن ينطلق هذا الشهر، حتى وأن كان بهذه الصيغة المطروحة يحتاج إلى الجدية في التعامل معه من حيث توفير الملاعب للفرق التي تريد التحضر، والى تجهيز الحكام بشكل جيد، وإلى توفير بعض العوائد المادية للفرق، فالمبلغ الذي سيمنحه لها الاتحاد الرياضي قد لا يشكل شيئا لأي ناد مهما صغرت متطلباته في هذا الوقت الذي يشهد جنونا في الأسعار على كل الصعد.
وأجزم أن بعض الفرق لم تستطع لم شمل أكثر من عشرة لاعبين حتى الآن، وبعضهم لايمتلك الخبرة الكافية للعب بدوري درجة أولى ومع ذلك لازلت اعتبر هذا الدوري فرصة لاكتشاف المواهب، وصقلها بشكل جيد، كما نتمنى حل المشاكل العالقة في تنقلات اللاعبين وعقودهم بين الأندية حتى نستطيع القول ان دورينا بات على غير العادة.
بسام جميدة