تحضرني وأنا أتابع دائما تصريحات بعض الرياضيين من مسؤولين ومدربين وإداريين، خصوصا عندما يتسلم مهمة أو عمل جديد،
حيث يبادر فورا إلى تلميع صورته بالحديث عن مشاريعه القادمة وتصوراته (الموجودة فقط في خياله) وعزمه الشديد على البناء ورسم إستراتيجية جديدة، وبناء فريق للمستقبل، والسير قدما حتى الوصول إلى الرياضة العالمية، والمراكز المتقدمة.
طبعا سرعان ما يتبخر هذا الكلام بعد أيام على بدء العمل، ويأخذ الحديث منحى آخر عن وجود صعوبات ومنغصات وعراقيل، وغياب الكوادر، وعدم توفر الإمكانيات، والبحث عن بدائل، وغيرها من الحجج والبراهين التي يتم تسويقها لتبرير الفشل، هي كثيرة وجاهزة في قاموس هؤلاء التبريري، من أجل أن تكون غطاء مناسب يمهد للترقية، أو التخلي عن المسؤولية في الإخفاق ولصقها في موضع آخر.
ليس هذه فقط الوجه السلبي لمن أتحدث عنهم بل هناك حكاية أخرى، وهي قيام المتحدثون بنبش ماضي من كان يعمل قبلهم، وإطلاق التهم جزافاً، وكأن من يتحدث قد جاء من كوكب ثاني ولم يكن حاضرا للواقع، ومن أمثال هؤلاء مسؤول، يقول في حال ظهر خطأ هنا أو هناك، لست مسؤولا عنه، وهذا خطأ من سبقني وحاسبوا غيري، فيما يتسابق المدربون حال قيامهم بمهمتهم الجديدة، بالحديث عن نقص لياقة الفريق، وسوء التحضير السابق، وضعف الناحية التكتيكية، وأن الفريق يحتاج لعمل مضني، وهكذا وكأن المدرب الذي سبقه لم يكن شيئا مذكورا وأنه وحده عبقري زمانه..!
تلك حالة تمثل ضعف الجانب التأهيلي في فن الإدارة والقيادة لهؤلاء، الذين لايريدون أن يعملوا ويستبقون حصول الفشل قبل أن يحدث بل ولايحترمون من عمل قبلهم، مما يؤدي إلى ظهور حالات من الترهل في العمل الإداري والفني يؤدي حتما إلى هذه الصورة من الفشل الذي نعيش بعض جوانبه ويتمثل في كثرة الكلام على حساب العمل، وغياب الاحترافية في التعاطي مع الواقع، وعدم العمل ضمن أسس ومنهجية تؤدي إلى التطور، بل ويصبح من يجيد التبرير والكلام المعسول هو من يتصدر واجهة العمل بكلامه رغم أخطاءه، فيما يتوارى الجادون والمتميزون خجلا لعدم وجود من يقدر إمكانياتهم وخوفا من لسان السفهاء الذي لايوفر أحد.
بسام جميدة