لم يفاجئنا كمتابعين خبر حصول فريق مدربنا الوطني حسام السيد (القوى الجوية العراقي) على لقب بطولة العالم العسكرية،
التي أخفقنا في الحصول عليها حتى في عز أيام منتخباتنا وأنديتنا المدججة باللاعبين العمالقة حينذاك، بعد أن أيقنا والكثير مثلي، (عدا بعض من يملكون صلاحية القرار والحل والربط)، أن لدينا كوادر فنية قادرة على العطاء والنجاح، فيما لو توفرت لها السبل الكفيلة لذلك.
مدربونا الموزعون حاليا في عدد لابأس به من الأندية العربية، نجحوا وبامتياز، وسبق لهم أن حققوا معادلة النجاح في سنوات سابقة أيضا من خلال رحلة الاحتراف الخارجي التي أينعت ثمارها عليهم، وحذا حذوهم لاعبونا الذين هاجروا بالجملة، وتفوقوا بجدارة أيضا، فيما أكدت كوادرنا الإدارية والفنية جدارتها عندما تولت مناصب عربية وقارية وعالمية في الأندية والاتحادات، بل ورسموا سياسات رياضية لدول عربية كثيرة هي الآن في الصدارة.
الأمثلة كثيرة ويصعب حصرها هنا، ولكن ما أود قوله عبارة عن سؤال بسيط، وهو لماذا ينجح مدربونا ولاعبونا وكوادرنا في الخارج بينما يعجزون عن التفوق هنا..؟
ببساطة متناهية السر يكمن في الجو الذي يوفر لهم، والتشجيع الذي يلاقونه والثقة التي يمنحونها لهم، وتوفر الإمكانيات المادية، والرواتب المغرية والمكافآت، والصلاحيات، والمعسكرات والعقود التي تضمن لهم حقوقهم، والجو النفسي المريح، ومع أن للنجاح أعداء فأن أعداءه في الخارج اقل مما يلاقونه هنا…!
ومن يناقش تلك النقاط يستنتج أنها هي نفسها التي تقف حجر عثرة أمام تطور رياضتنا التي أعياها الفشل وسكنت فيها الخيبات..
الدروس المستفادة من العامين الاستثنائيين الذين مروا على رياضتنا يجب دراستها جيدا بكل دقائقها، ومعرفة التشخيص الصحيح للانتقال إلى رياضة نوعية تؤمن لنا الوقوف في الصدارة، وذلك بالاستفادة من الكفاءات السورية وهي كثيرة جدا في الخارج والداخل وتذليل الصعوبات أمامها كي تبرز، بدل العمل على تفشيلها ووضع العصي قي عجلاتها وخلق الجو الاحترافي المناسب والصحيح لهم كي يقدموا لبلدهم أكثر مما يقدمونه خارجيا.
بسام جميدة