كلما مضى بنا مركب المنافسات في دوري المحترفين نحو النهاية كلما توضحت أكثر معالم احترافنا الكروي الأعرج!
وإن كان هذا هو الاحتراف الذي بحثنا عنه »بالسراج والفتيل« فها نحن نعلن براءتنا منه لأنه لم يأتِ على قياس أحلامنا, بل أنه لم يقترب من هذه الأحلام…
حاولنا أن نخدع أنفسنا بمطبات كثيرة سقط بها احترافنا الكروي ووقفنا خلف العجز المالي لمعضم أنديتنا مبررين تقصيرها بدفع رواتب لاعبيها ومدربيها, وتواضع تحضيرها وسوء اختيار لاعبيها. لكن القرار لا يحتاج إلى »رأس مال« وأموال وليس مرهوناً بقدرة هذا النادي أو ذاك على الدفع وإنما بقدرة هذه الإدارة أو تلك على استيعاب تفاصيل اللعبة وهضمها ووعي التعامل مع تناقضاتها..
لن أدخل في نقاش حول صحة هدف الوحدة الأول في مرمى القرداحة من عدمها, ولهذه المسألة أناسها الأكثر تخصصاً مني, ويستطيعون أن يفعلوا ذلك إن أرادوا مصالحة موضوعيتهم, ولكن سأتحدث عن قرار فريق القرداحة بالانسحاب من الملعب احتجاجاً على احتساب هذا الهدف وأسأل القائمين على فريق القرداحة: هل هذه هي أول صافرة خاطئة في الدوري?
إن كان الجواب »لا« وهو كذلك, فلماذا لم يتصرف أي فريق كما تصرفتم, وإن كان الجواب »نعم« فسأطالب بإعدام الحكم المساعد لأن دورينا بلا أخطاء!
لا علاقة للاعبين بما حدث, فقد التزم اللاعبون بما طُلب منهم وهنا بيت القصيد: إلى أين يسير احترافنا الكروي إن كان من يقود هذا الاحتراف يتخذ قراراته بهذا الشكل?
هل حسبها القائمون على كرة القرداحة, وهل فكروا للحظة أن مثل هذا التصرف قد يعرض فريقهم لعقوبات اتحادية?
ماذا لو تأخرت عودة فريق القرداحة إلى الملعب دقيقتين فقط وطبّق حكم المباراة حرفية القانون وأعلن نهاية المباراة?
نقبل بطرف واحد من معادلتنا الكروية; قرروا بشكل صحيح ونقبل منكم بالحدود الدنيا من المردود الفني, أما إن كان القرار متسرعاً والمردود دون حدّ الخطر فبماذا يواسي متابعو مثل هذا الفريق أنفسهم?