كان من الطبيعي ان تصب معظم ترشيحات عشاق الكرة ومتابعيها، التي تتسم بشيء من الموضوعية, في خانة فريق نادي الشرطة للمنافسة على اللقبين المحليين,
والرهان على الذهاب بعيداً في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي قياساً الى كتيبة النجوم التي يضمها الفريق.. لكنه خرج من الاستحقاق الاول (كأس الجمهورية) في الدور نصف النهائي تاركا وراءه اكثر من اشارة استفهام..!
المتابع لفريق الشرطة يدرك ببساطة ان ثمة افتقاداً لروح الانسجام على المستوى الإداري والفني, تجلى في طريقة التعامل مع المدرب محمد شديد الذي كان يقود الفريق بشكل متوازن وناجح, الى حد ما, لاسيما في مشواره الآسيوي. وجرى الحديث عن هذا المدرب او ذاك ثم جاء المدرب الحالي في ظل احساس ومشاهدة لاكثر من شخص على مقاعد الاحتياط وهو يتحرك ويصرخ ويقترب من خط الملعب.. وكذلك المشكلة الاخيرة مع المشرف على الكرة حيث منعه الاتحاد من التواجد مع الفريق في الملعب..!
وجاءت الاخطاء الادارية, وربما أيضا حسابات اللاعبين المحترفين, ليدفع الفريق فاتورة هذه المتناقضات في مباراة نصف النهائي مع فريق الجيش بالخسارة , ورد فعل عصبي لاحد المدربين تسبب بإيقافه اتحادياً.
حقيقة لايسرف كثيرا مشجعو الفريق في التصميم على التعلق بإمكانية العودة بقوة في المربع الذهبي للدوري على الصعيد المحلي ومن حقهم المراهنة على الاستحقاق الآسيوي لكن مواجهة فريق القادسية الكويتي ستكون مختلفة, وبالتالي الدخول الى هاتين المواجهتين بهذه الروح وهذا الواقع سيجعل الامر في غاية الصعوبة على فريق الشرطة الذي نأمل ان يخرج خلال هذه الفترة مما يعاني منه ليكون على مستوى الرهان..!
بالشكل الموضوعي من يمتلك مجموعة كبيرة من النجوم يجب ان يدرك ان المطلوب منه ان يكون على المستوى الاداري الامثل بحكم الخبرة والمعرفة بدلا من الغرق في مشكلات كان يمكن تجاوزها وهو الفريق الذي يمتلك من الاستقرار المادي والمعنوي مايجعله مرشحاً باستمرار ليكون في مقدمة الفرق محلياً. وموضوع رهان الكرة السورية آسيوياً..
ندرك ان هناك الكثير مما يجري تحت السطح الظاهر، والمقربون يعرفون ذلك جيدا والتناقضات في التصريحات وربما بين البعض داخل اروقة الفريق تتسبب بما يحدث لكننا نعرف ايضا ان الفريق اذا تجاوز بعض الصغائر اليوم سيكون قادرا على المنافسة إنما عليه فعلاً ان يقوم بذلك بكثير من الصدق مع الذات خاصة في حال وصول تيتا الخبير الذي يراهن عليه البعض داخل النادي لكن هل سيكون هناك من الوقت فعلا مايكفي لتحقيق الطموحات..!؟
غســـــان “شـــمه
gh_shamma@yahoo.com