هل نقول مبارك التأهل المر؟..وهل من طعم غير العلقم ما يشعر به جمهور الكرة السورية بعد خسارة أليمة بخماسية مريرة امام المنتخب الياباني كشفت المستوى المتواضع – ولن استخدم تعبيرا اخر- الذي وصلت اليه كرتنا ؟!
نعم خرج منتخبنا من عنق الزجاجة ولكن بصعوبة بالغة كان للآخرين دور مهم في تمهيد درب الخروج منها, ولا نستطيع الا أن نضع الملح فوق الجرح علنا ندرك ان ما مضى ليس سوى محطة ألم استطعنا تجاوزها بشق الانفس، الامر الذي يفرض نوعا من المكاشفة والمصارحة قد تصل حدودها الى شيء من القسوة, ولكنه واجب كل من يريد أن يكون صادقا مع نفسه ومع كل من هو معني بواقع كرتنا ومنتخباتنا..!
مجموعة تضم ثلاثة منتخبات هي في حسابات الكرة الاسيوية – ومع الاحترام للجميع – اقرب الى المبتدئين, وربما بعضها يسعى لاستكشاف مفردات الفن الكروي بعد ان وجد نفسه مطالبا بالتواجد في تصفيات لا مهرب منها !!..ومع ذلك حاول البعض ان يثبت نفسه ولو بحدود ولمحات لا أكثر, ومن سيتحدث عن انتصارات على مثل هذه المنتخبات يجب أن يفكر عميقا وطويلا قبل أن يطلق تصريحات رنانة لا وزن لها.. لا سيما أن مثل هذه المنتخبات لن تكون متواجدة في المراحل القادمة؟؟!
المنتخب الوحيد الذي يعتد به هو المنتخب الياباني الذي امطر شباك منتخبنا بثمانية اهداف, مرة ومريرة ونظيفة, في مواجهتين اسقطتا ورق التوت عن كرتنا في الامتحان الاهم والحقيقي في هذه المجموعة… واذا كانت المباراة الاولى تحتمل شيئا من الكلام – وليست كذلك – فإن الثانية كانت فاضحة في كشفها للعجزين داخل الملعب وخارجه, ولن يجدي الحديث عن دقائق عشر او ثلاث فرص ضائعة فالخصم أضاع اربعة أضاعفها على الاقل وفوق ذلك ست عشرة ركنية وسيطرة شبه مطلقة في الميدان..فهل من جدال؟!
نعم نتحدث الان وبقسوة افضل من أن نتكاذب على بعض, فالمطلوب خلال المرحلة القادمة عقليات اكثر نضجا في كل شيء, بدءا من اللاعبين مرورا بالجهاز الفني وانتهاء بالطاقم الاداري والقائمين على اتحاد الكرة الذي يتحمل مسؤولية كبيرة من اليوم, ولن أتحدث عن مسؤولية ما مضى- فالجميع يتحمل مسؤوليته ولن ننسى الظروف- ولكن ما يهمنا الان ما هو قادم, ذلك ان المراد تحقق – بغض النظر عن كل شيء – وبالتالي فإن هذه المصارحة تستمد مشروعيتها من الرهان على المستقبل, والبحث عن رجال، هذا الرهان الذي حمل يافطة التأهل الى المونديال كحلم كبير جدا لا نملك اليوم منه سوى يقظة الاحلام…!!
ورغم كل ما سبق لا بد من المباركة لمنتخبنا بهذا التأهل وايقاد النار مجددا تحت نافذة الاحلام المشتهاة ولدينا الكثير اذا عرفنا الطريق الصحيح بعيدا عن الاستعراض والمناكفات والمصالح الضيقة..!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com