يشرع التعادل الثمين مع المنتخب الإيراني نافذة واسعة للحلم المونديالي الذي يتواصل مع صعود نسور قاسيون إلى الملحق، لنصبح على بعد خطوتين من الحلم الكبير الذي يدغدغ قلوب وعقول عشاق الكرة السورية في كل مكان .
اليوم نحن نعيش هذا الفرح ونستعيد الخطوة الأخيرة الضائعة عام 1986 ، حين كنا أقرب ما يكون لتحقيق الحلم ، لنمضي في قطع المسافة المتبقية لنجعل هذا الحلم الكبير حقيقة واقعة …. بالتأكيد الأمر ليس سهلاً فالمنتخب الأسترالي من المنتخبات الكبيرة والقوية والتي تتمتع بأسلوب لعب أقرب إلى الأوروبي ، ولكن ثمة حقيقة واضحة للعيان وهي أن منتخبنا كان ومازال وسيبقى من بين أكثر المنتخبات واللاعبين الذين يملكون من الروح المعنوية أكثر مما يتوقع الآخرون وبما يكفي لأن نبقى على خط المنافسة حتى اللحظة الأخيرة، ومباراتنا مع المنتخب الإيراني الكبير، والمرتاح بتأهله المبكر والذي قدّم مباراة لاهبة أداء وعطاء ، تشهد للاعبينا قوة تصميمهم على تحقيق نتيجة إيجابية في ذلك اللقاء الكبير .
نعم هناك الكثير مما يمكن الحديث عنه، على مستوى الأداء الفني والتكتيكي سواء في هذه المباراة أم في سابقاتها ، ولكن نقف اليوم أمام منعطف مختلف عن كل ما مضى ، وبالتالي فالمهمة الأبرز ترتكز على عاملين أساسيين، الأول أن تكون المواجهات السابقة ، بكل ما تنطوي عليه من ملاحظات وآراء بمثابة دروس تضيء للجهاز الفني مكامن القوة لتعزيزها والضعف لتجاوزها، وهنا ندخل إلى العامل الثاني وهو يحتاج إلى تركيز شديد على عمل أكثر علمية وفعالية تحضيراً للخطوتين القادمتين ، وهما على جانب كبير من الصعوبة فإذا ما تجاوزنا الأسترالي ، وهي محط آمال ، كذلك ستكون المواجهة مع رابع الكونكاكاف …
نعم نسورنا حلقوا في طهران وقدموا صورة من العطاء الرجولي والحضور القوي، صورة نتمنى أن تتعزز تفاصيلها بشكل كبير وعميق لنكون أكثر حضوراً وقوة في القادمات ، كي نتمكن من مواصلة الإنجاز وتحقيق الحلم الكبير .
إنه إنجاز استحق ويستحق التقدير، ومن المهم ان نحافظ على هذا المنتخب وجهازه الفني وندعمه أكثر في المراحل القادمة.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com