في كل مرة التقي فيها واحداً من أولئك الذين أفنوا حياتهم في خدمة الرياضة تذهب بنا الأحاديث إلى ذلك الزمن الرياضي الزاهي الذي كان يتألق فيه من يجتهد , وتخبو نار من يتقاعس, وتحدو بالجميع الرغبة إلى التألق دون النظر إلى مايمكن أن يعود عليهم
بالنجاح والفائدة المادية, ودون أن يفكر أحدهم ولو للحظة أن يساوم على تألقه ونجاح فريقه أو منتخبه قبيل المباراة أو على الحلبة مبتزاً من عندهم صلاحية الصرف المباشر أو أولئك الذين يقدمون الوعود على أقل تقدير حفاظاً على ماء الوجه بعد أن هبطت أخلاقيات بعض الرياضيين إلى مستويات كانت في السابق من المحرمات, والوطنية التي لايمكن التفريط بها أو المساومة عليها.
ويشبه لنا (قدماء رياضتنا) الرياضة هذه الأيام بامرأة عجوز متصابية يروقك النظر إلى لباسها, ولكنها خائرة القوى لاتستطيع أن تتحرك على سلم الأرقام الرياضية قيد أنملة , وسواء بالغوافي تشبيههم أم لا , فإن تلك الأحاديث تحاول وعن غير قصد أن تلقي الضوء على فترة كانت الرياضة فيها تحمثك على المتابعة والمشاهدة في آن معاً, ومفاجآتها غير متوقعة أو مدروسة كما هو, الحال اليوم , ولعَّل الحنين الى الزمن الجميل من الرياضة هو الذي دفعنا إلى كتابة هذه السطور لنشارك الذين قدمَّوا للرياضة كل مالديهم بعض ذكرياتهم , وأملاً في أن يحذو الرياضيون الجدد (لمحترفون) الطريق نفسه , فيد تجد الرياضة المحلية مكاناً لها على الترتيب العالمي أفضل من هذا الذي نقف عليه الآن , ولأننا نحاول منذ سنوات أن نثبت وجودنا من خلال ماهو موجود , فإن رياضة الآخرين تتقدم ونحن نراوح مكاننا , والمراوحة ليست برياضة , والذكريات لاتخلق استراتيجيات , ولكنها تعطينا بعض الحافز لتطوير أنفسنا رياضياً!
اسماعيل عبد الحي