إذا ما نظرنا إلى مشكلة تعاطي المنشطات على أنّها واحدة من أسباب انحدار مستوى رياضتنا
وخاصة الفردية منها فإننا نكون قد عقدنا العزم على التخلّص من نتائجها الكارثية التي بدأت تظهر في عدد من (الحلبات), وفي دول عربية عديدة كان آخرها مصر المتطورة نسبياً في الكشف عن المنشطات, والمشكلة الحقيقية هي في أن عدداً من القيّمين على مجموعة من البيوتات الرياضية الخاصة ويتمّ تداول المنشطات فيها هم من الرياضيين القدماء المعروفين جداً في الوسط الرياضي, ولهم سمعتهم الحسنة على المستويين المحلي والإقليمي, الأمر الذي يلقي عليهم عبء مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة فقد أصبحت سمة من سمات الرياضي المعاصر حيث يحاول تعويض ما فاته من جهد في التمرين من خلال استفزاز قدراته الكامنة بتجرعه القليل من المنشطات كي تظهره مميزاً عن غيره ومتميزاً في رياضته الفردية, دون أن يلقي بالاً لما تخلفه من آثار سلبية على محبيه من جهة وعلى مشجعيه أيضاً, وعلى صحته التي ستتدهور في فترة عمرية لاحقة وحينها يكون رفاقه (الرياضيون الحقيقيون) ومن خلال تدريباتهم المستمرة في أوج عطائهم وتألقهم!
إن ما دعانا إلى كتابة هذه السطور هو تلك الأحاديث الكثيرة التي نسمعها من الاتحاد الرياضي العام وتحاول أن تكرّس المنشطات على أنّه أمر واقع ولا مفرّ منه, ويحاول البعض التستّر عليه مقتنعاً بأن المسألة برمّتها هي نوع من ابتلاء المعاصي التي يفترض بنا عدم الحديث عنها صوناً لسمعة رياضتنا ورأفة بها.
اسماعيل عبد الحي