شطرنجنا بلا صالات

علي الخطيب-نابليون لعب الشطرنج بمهارة وفرض على ضباطه أن يلعبوها وكاسباروف بطل العالم السابق رفض زيارة روسيا البيضاء لأنها تفتقر إلى صالة

fiogf49gjkf0d


شطرنج عصرية تليق به فبنوا صالة أذهلت الجميع ومنهم البطل والشطرنج ماتزال مادة درسية في منهاج معظم دول الاتحاد السوفييتي لقناعتهم بفوائدها الجمة في تعلم الصبر و الحلم والأناة والرياضيات والهندسة الفراغية.‏


وها هو شطرنجنا يكسب الرهان في امتحانه العربي بمصر بحصوله على (10)ميداليات ملونة وفوزه بالمركز الأول ببطولة فردي العرب للناشئين والناشئات التي جرت في دمشق العام الماضي لكن ثمة أمر يثير الدهشة أن معظم لجاننا الفنية في المحافظات تلهث وراء المقاهي والمطاعم والفنادق وغرف الاجتماعات لإقامة بطولاتها لأنها لا تملك صالات خاصة فيها وللأسف فإننا نفكر دائما ببناء منشآت وصالات وملاعب لمعظم ألعابنا لكن لم نفكر يوما ببناء صالة خاصة للشطرنج تمتلك المواصفات الفنية ما دامت أصبحت اللعبة معتمدة عربيا وآسيويا وقيراط ذهبها لا يقل قيمة عن الألعاب الأخرى في ترتيب الميداليات والمؤلم أننا منذ عشر سنوات حظينا بصالة أرضية بجوار فندق الفيحاء بدمشق فضحكنا في خلدنا وخلنا أنها أصبحت (طابو) للشطرنج فقط رغم افتقادهم للتدفئة والتكييف فكانت موئلا لبطولاتنا المحلية..لكن منذ سنتين استطاع اتحاد الكاراتيه إقناع المكتب التنفيذي بتبديل الصالة بيننا وبينهم فأخذوا صالتنا وأعطونا صالتهم الكائنة في مكتب مدينة الفيحاء والمحاط بالصالة الرئيسية والصالات الفرعية الأخرى التي تغص بروادها من اللاعبين والجمهور من شتى الأعمار والذين لا تهدأ حناجرهم عن الهتاف ولاعبو الشطرنج الحالمون مع بيادقهم على الطاولة مضطرون لسماع هذه السمفونيات التي أصبحت جزءا منهم ولا ريب إن رأيت أمامك في الخارج وأحيانا داخل الصالة بعض لاعبي القوة وقد خلعوا ملابسهم التدريبية وتدثروا بمناشفهم داخليين ومغادرين الحمامات القريبة من الصالة في صراخ وجلبة…‏


وما يقال عن دمشق ينطبق على حلب (معقل الشطرنج)التي لا تملك قط أية صالة لتبقى المقاهي والمنتديات المحج للاعبيها في تواصلهم وتدريبهم والمحافظات بمجملها ليست أفضل حالا من المعاناة والتصحر..‏


والسؤال:هل سيستمر الشطرنج عموما بلا مأوى وعاصمة الثقافة العربية دمشق بلا صالة هادئة وادعة بعيدة عن الضوضاء:نأمل ذلك.‏

المزيد..